تستوقفني – كثيرا – شأني شأن عموم المصريين تنامي ظاهرة الجريمة التي ما زالت تسجل معدلات مرتفعة رغم الجهود الأمنية المتواضعة وهي لم تفلح بمفردها في ( وأد ) هذه المعضلة التي " بثت و ما زالت و ستظل " تبث الرعب في قلوبنا ما لم تكن هناك اجراءات رادعة لا تقل عن تنفيذ حكم الاعدام في ميدان عام لكبح جماح أفعال هؤلاء المجرمين .
الغريب في أمر مرتكبي هذه الجرائم ان جلهم شخوص عادية وملامح غير التي كانت تختمر ملامحهم في أذهاننا منذ زمن ليس بالبعيد ، فهم الآن لا يختلفون كثيرا عن الاشكال التقليدية و التي نقلتها لنا الافلام القديمة ، فهم الآن يرتدون هنداما يحمل ماركات عالمية ويلبسون آخر صيحات الموضة - او على الأقل - يلبسون مثلما نلبس وهو ما يصعب علينا فرزهم وسط الزحام في المجتمع وهو ما يصعب من فكرة معرفتهم بسهولة بل قد يضعنا في حيرة مع غيرهم من الابرياء .
المشكلة ان اشكال الجريمة التقليدية من سرقات احبال الغسيل ، أو فتح خزائن محلات الذهب ( ليلا ) او حتى خطف حقائب النساء ( خلسة ) غابت و حضر بكل فجاجة وقواة عين - غيرها - من خطف اطفال للتجارة بهم ، أو بأعضائهم من جانب " مافيا " يتزعمها للأسف أطباء أو ممتهنيها من الممرضين ممن باعوا أنفسهم للشيطان .
ومن أشكال الجريمة الأخرى الهجوم على اصحاب محال الذهب نهارا جهارا ، وقتلهم والفرار بالمصوغات في حقائب السفر !!
عشرات الفيديوهات تلف وسائل التواصل الاجتماعي تحمل رسائل فردية لأنماط هذه الجرائم ، لعل وعسى تزداد معها جرعة التوعية بين الاسر ، و لكن من الواضح ان نسبة تاثيرها لا تزيد عن ال20 في المئة ما يعني ان المشوار ما زال طويلا .
اعتقد ان الخلل يكمن في التشريعات التي تواجه هذه المشكلة ما يتطلب تغليظ العقوبات في حق هؤلاء حتى يعود الأمن و السلام الاجتماعي بين المصريين.
ومما لاشك فيه أن وسائل التواصل الاجتماعي لعبت – و ما زالت تلعب الدور الأبرز في كشف هؤلاء و لكن الجزء الخفي الذي يثلج صدورنا و من قبلنا صدور اهالي الضحايا لم نراه او نسمع عنه الا وهو ماذا بعد .. من منكم يعرف !!
وهنا يكمن السؤال الذي يحيرني منذ 5 اعوام – تقريبا – وهو :
حال القبض على هؤلاء المجرمين ما هي مدة العقوبة التي تقع عليهم .. و هل هي كافية أو رادعة لهم لعدم تكرار أفعالهم ؟
Mka969@hotmail.com