تراجع...
بقلم/اسامة ابوزيد
انتهى الشيخ الطاعن في السن من صلاة العشاء، وانتقل الى صلاة التراويح. كان يقرأ من سورة الانعام. توقف مرات عدة ناسيا او متعثرا ولم يرده أحد. في الركعتين التاليتين حمل الشاب الغاضب مصحفا وراح يتابع مع الامام الآيات. كلما اخطأ أسرع برده. لم يكن الشيخ العجوز يبالي برد الشاب. كان يستمر في قراءته.
عقب تسليمه، قال له الشاب الغاضب: يا مولانا كنت أردك ولم تهتم. أوليس من المناسب ان تحفظ جيدا قبل ان تصلي بالناس؟ نظر اليه الشيخ مبتسما وقال: يا بني ترفق بي. عندما كنت في سنك كنت أحفظ القرآن كاملا. كنت أتحدى المصلين ألا اخطئ خطأ واحدا طوال شهر رمضان. ضحك بصوت ضعيف وواصل حديثه: ذات مرة تحديتهم، وبالفعل أوشكت على ختم القرآن دون أي خطأ، وأثناء قراءتي سورة "الكافرون" شرد ذهني فأخطأت، فردني تقريبا كل المصلين.
تناول الشيخ جرعة ماء معدنية ثم واصل حديثه: اعذرني يا بني، العمر تقدم كثيرا كما ترى، والذاكرة تراجعت، وضعف السمع فلم انتبه اليك عندما رددتني. ثم قال للشاب بود واحترام: هل ترغب في ان تكمل بالناس الصلاة؟ هز الشاب رأسه ويده معتذرا ثم انسحب الى الصفوف الخلفية. لم يكن يحفظ سوى بعض قصار السور...