كان اخر العنقود، وكان بالفعل السكر المعقود بالنسبة الى امه الشهيرة بـ"أم عبده". تحبه كثيرا، وتدلله كثيرا. تنصره في كل الاحوال والاوقات، ظالما أو مظلوما.
كانت أم عبده وجارتها أم صابر تتنافسان على الزعامة. تتباهى كل منهما بذريتها وأصلها وحسبها، وترى نفسها الاجدر بفرض سطوتها ونفوذها على الحارة. نشبت بينهما حروب كلامية كثيرة بسبب الاولاد والاحفاد، لم يعرف بالتحديد لمن كان التصر فيها.
كان الناس يظنون ان "آخر العنقود" فوق مستوى المرض أو خارج نطاقه. أصابه داء خبيث شرس، تمكن منه بجدارة، فنحل جسده الضخم، وفترت ضحكته، والتزم داره حتى رحل.
أصابتها صدمة موته بالخرس فاعتزلت جيرانها. راحت شيئا فشيئا تفقد عقلها. كانوا أحيانا يعثرون عليها تائهة في بعض الحارات البعيدة. لم يعد احد يسمع صوت المعارك. سيطر الهدوء والسكينة على المنطقة كلها. كانت أم صابر حريصة على زيارتها كل يوم. تحاول تسليتها عبر النبش في ذكرياتهما الجميلة...