مباشرة وبلا تمهيد، أستشعر تحركا جادا نحو «مواءمات» و«مصالحات» في المنطقة تحتل مصر موقع الصدارة ومحور الارتكاز فيها.
يصل الكويت اليوم الأحد الرئيس عبدالفتاح السيسي وبعد مغادرته بساعات سيحل الرئيس التركي رجب طيب أردوجان ضيفا عليها- حسب مصادر مطلعة- وقبلها بأيام معدودة زار السيسي دولة الإمارات العربية المتحدة، ثم سيزور مملكة البحرين عقب زيارته للكويت... وأردوجان التقى الرئيس الروسي قبل أيام في لقاء تخللته ممازحات أذابت الجليد الذي شاب العلاقات سواء بسبب إسقاط تركيا للطائرة الحربية الروسية، أو لتضارب مصالح موسكو وأنقرة في سورية والعراق.
وبعد أيام وتحديدا في 23 مايو الجاري، يخالف الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب كل التوقعات - كالعادة!!- ويجعل وجهته الأولى في أول زيارة خارجية رسمية له هي «المملكة العربية السعودية» وليست كندا (الجار الأهم) أو المكسيك (الشريك الأكبر) أو بريطانيا (الحليف الأول)!!
وفي الرياض لن يلتقي ترامب بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز فقط، وإنما سيعقد 3 «قمم» مهمة: خليجية وعربية وإسلامية، حيث سيلتقي مع ملك السعودية وزعماء دول مجلس التعاون الخليجي وقادة عدد من الدول العربية والإسلامية الكبرى.
ولا شك أن تحركات بهذا الحجم وعلى هذا المستوى وبين تلك الأطراف من شأنها تغيير الأوضاع على الأرض، و«فرض» تعديلات «جوهرية» في توازنات الصراعات المشتعلة في المنطقة، الأمر الذي يتطلب بالضرورة إقرار بعض «المصالحات» التي تضع «المصالح الواسعة» للقوى المؤثرة قبل أولويات الجماعات والأحزاب والدول الأقل تأثيرا.
أعود الى جولة الرئيس السيسي - الذي يحل ضيفا على الكويت الشقيقة أميرا وشعبا- والتي «أعتقد» أنه سيتم خلالها وضع اللمسات الأخيرة على «أمور» ستعود بالخير والاستقرار على المنطقة عموما، وعلى مصر بصفة خاصة.
ولن يقتصر الأمر على «بحث القضايا ذات الاهتمام المشترك، وتعزيز سبل التعاون الثنائي على مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية وتنسيق المواقف المشتركة تجاه قضايا المنطقة، والتأكيد على دعم الكويت ودول الخليج لمصر، والتزام مصر بحماية أمن واستقرار دول الخليج».
فعندما يلتقي أمير الكويت- حكيم العرب- مع رئيس «مصر».. توقعوا الكثير من الإيجابيات.
وحفظ الله الكويت ومصر وأهلها من كل سوء.