.. لا خلاف على الحاجة إلى «تجديد» وتنقيح «صيغة التواصل والتخاطب الديني في مصر» وهو ما اصطلح على تسميته بـ «تجديد الخطاب الديني»، لكن الخلاف كل الخلاف سيكون حول استخدام هذه «الحاجة» الملحة لضرب «أهم» مؤسساتنا الدينية (الأزهر الشريف) أو النيل من هيبة «أهم» شخصية دينية، فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف.
.. المشكلة أن «الإعلام» المصري قد أخذ على عاتقه عبء ومسؤولية الأمر!!.. وللأسف «إعلامنا» يحتاج إلى من «يجدد خطابه».. ويغير أقطابه، ولو كان للسحر نفع كان الساحر «نفع نفسه»!
وبدأت هجمة شرسة هوجاء على مقام الأزهر الشريف.. وقامة الإمام الأكبر الجليل، وتصدي بعض النواب بمقترحات ومشروعات قوانين لإعادة هيكلة الأزهر إداريا، بل تعدى الأمر ذلك إلى المناداة بإعادة النظر في جميع المناهج الأزهرية لتنقيحها مما يحض على الكراهية، ويدعو للعنف، ولم يبق سوى أن يقترح «نائب موقر» أن نعيد النظر في سبل تدريس القرآن!!
يا سادة يا كرام.. للأزهر رجاله الأفاضل الذين يمتلكون ناصية العلوم الدينية، والقادرون على القيام بعملية التطوير المطلوبة من داخل المؤسسة الدينية العريقة ذاتها، والمدركون لوجود «تراكمات» و«تدخلات» و«ضغوط» تراصت فوق كاهل الأزهر على مدى أكثر من 50 عاما لتصل المؤسسة العريقة إلى ما وصلت إليه من حاجة للإصلاح، ولا عيب في ذلك ولكن الإصلاح المنشود لا يجب أن يتم من خلال شاشات فضائيات «العهر الإعلامي»، ولا عبر «إعلاميي السبوبة والنحتاية» وسقط متاع رجال الأعمال!! وإذا أراد الإعلام «المحترم» أن يقوم بدوره المنشود فليتوقف فورا عن استضافة وتلميع «شيوخ الفضائيات» والامتناع عن مناقشة الأمور الدينية الخلافية «شديدة الحساسية» والتي يجب مناقشتها فقط بين المتخصصين في الغرف المغلقة، لا على طاولات الفضائيات لإثارة البلبلة بين «العامة» من غير المتخصصين.
.. ارفعوا أيديكم عن الأزهر الشريف، وساعدوا رجاله الشرفاء على تنقيته من «الشوائب» التي ساهمتم في زرعها!!
وحفظ الله مصر وأهلها من كل سوء.