أمجاد يا عرب أمجاد !!
 
منذ زمن بعيد كتب الشاعر الكبير عبد الفتاح مصطفى أغنية قام بتلحينها الفنان أحمد صدقي وغناها كارم محمود يقول مطلعها: أمجاد يا عرب أمجاد .. في بلادنا كرام أسياد ولا أظن أنها تذاع حاليا أو أن لها مغزى أو معني كي تذاع لإن الواقع الذي تعيشه الأمة العربية في الوقت الراهن يعبر عن الانبطاح المزرى المرير وإلا كيف نفسر أن تقوم أمريكا في ظل الإدارة الجديدة التي كنا نأمل أنها تكون أفضل من سابقتها بضرب قاعدة الشعيرات الجوية السورية بصواريخ توما هوك ودون سابق إنذار لمجرد تجديد الخطاب الواهي القديم الذي سبق أن أبدي لتدمير العراق وهو ذريعة استعمال السلاح الكيماوي ودون الدخول في تفاصيل ولكى لا أخرج عن سياق الموضوع فإن ما يعنيني في هذا المقام هو اتفاق وجهة النظر في تأييد هذا الاعتداء الغاشم بين كل من تركيا وإسرائيل والسعودية!
 
والمؤسف أننا أصبحنا نقبل مذعنين راضخين للاعتداءات الأمريكية على دولنا العربية وبمجرد العلم بالضربة المشينة المهينة المذلة لكافة الأمة أن تخرج بعض من بلدان إسلامية عربية بالتأييد ورفع القبعة إجلالاً واحتراماً وتقديراً لمن قام بهذا الامتهان الجمعي ولا أراه امتهان للدولة المعتدى عليها بعينها ولنا في كل من العراق وليبيا المثل ثم لا نفعل شيء لشعوبها ونراهم بعد أن كانوا آمنين مطمئنين يعيشون تحت سطوة الجماعات الإرهابية والتشتت وها هو جاء الدور السافر على سوريا بعد أن لاحت في الأفق بعض من بوادر الأمل في السيطرة على الأزمة ولنا أن نتساءل هل من خلال تدمير جيش بشار الأسد والقضاء عليه ستنتهي أزمة سوريا ويعيش شعبها في رغد من العيش والأمان الذي ينشده أم أنه سيلحق بإخوانه العراقيين والليبيين ثم يأتي الدور على دولة أخرى لتلحق بالركب ولن يسلم أو يكون في أمان تلك الدول العربية المؤيدة لهذا الاعتداء ولتلك الفوضى التي تنتهجها أمريكا مهما تغيرت إدارتها فهي تسير على خط رئيسي وهو حماية الكيان الصهيوني في المقام الأول ولا يعنيه من سيأتي عليه الدور ولكن سنة الله في خلقه أنه كما تدين تدان
 
وإذا لم يكن هناك وقفة وإظهار الغضبة للمعتدي فلا مناص أن يستمرأ فقد أكلت الأمة العربية يوم أن أكل العراق وذاقت أمريكا عسيلة تلك الأمة المنكوبة فلن تكون لهذه الأمة كلمة طالما أنها ارتضت الذلة وقبلت لعضو منها أن يعتدى عليه وهي مبتسمة وتلوح بعلامة النصر وكأن الضربة وجهت لعدو لدود مختلف معها في الدين بل المشين أن نكون في خندق واحد في الرؤية لما حدث مع نظام الكيان الصهيوني فقد هلل وأيد وبعض منا سار على نهجه وقبل أن يمعن التفكير ويقدر عواقب الأمور استبق الحدث فكان التأييد فمن لم ينصفه أهله وذوه فلن تجد الأغراب ينصفوه بل أن هؤلاء الأغراب المعتدين سيكون هؤلاء المؤيدين له هو هدفهم القادم الآت وبذلك ينفرط العقد ويتحقق الهدف المنشود وحينها فقط ندرك بعد فوات الأوان أنه كان لنا وطن لم نحافظ عليه وعلى مقدراته نتيجة الرؤية القاصرة الأنية وتصفية الخلافات السياسية بأساليب همجية. معذرة عزيزي الشاعر لقد قلت ما قلت في زمنك ونحن في زماننا نعدل شعرك فنقول: أشتات يا عرب أشتات .. في بلادنا عبيد أموات !!