إخلاص...
بقلم/اسامة ابوزيد
كلما التقاه سارع إلى الترحيب به بصورة تدعو إلى الدهشة. يكاد يقبل يده ورأسه. لا تفارقه ابتسامته ما دام في حضرته. يصغي إليه بأدب جم. ذات مرة سأله: أستاذ عبدالحميد، متى سنفرح بك ونراك مديراً للمؤسسة؟ قال الرجل وقد بدت عليه علامات التأثر: علمت أنني سأتقاعد الشهر المقبل. لقد انتهى كل شيء أيها الصديق المخلص. قالها بحزن، ثم راح يسرد معاناته الكبيرة وأحلامه الواسعة التي على وشك أن تذروها الرياح. توقف عندما لاحظ غياب محاوره. تلفت حوله، لم يجد له أثراً، ولم يعد يراه أو يسمع له صوتا.
في أحد صباحات الشهر التالي المشمسة. تداعى الموظفون من كل صوب الى المكتب الفاخر لتهنئة المدير االجديد بالمنصب المرموق. اخترق الصفوف للترحيب به. تسمر عندما رآه. كان الأستاذ عبدالحميد يجلس كالطاووس على الكرسي الفخم يستقبل المهنئين...