فزع...
بقلم/اسامة ابوزيد
وقف حائراً أمام البنك يحمل حقيبة جلدية فيها كل ما جمعه من مال خلال مشوار حياته الطويل القاسي. أستقل سيارة أجرة انطلق سائقها بتهور. كان عليه أن يختار بين إنفاق المال في علاج مرضه الخبيث الذي اكتشفه أخيراً، وإنفاقه في شراء بيت للأولاد يتزوجون فيه ويبدأون حياتهم العملية.
راح يسأل نفسه: ماذا لو فشل العلاج وضاع المال؟ وماذا لو تماثل للشفاء ولكن بعد أن أنفق كل ما يملك وعادت حالته المادية الى الصفر كما بدأ؟ واصل أسئلته الحائرة: هل يستطيع الان بعد أن تجاوز الستين أن يبدأ حياة جديدة ويدخر أموالاً كما فعل في زمن مضى ولن يعود؟
شعر بالفزع عندما راحت السيارة تتلوى في سيرها متجاوزة كل السيارات. صرخ في السائق طالباً منه الوقوف. أسرع بالنزول. تنفس الصعداء حامداً الله تعالى أنه مازال على قيد الحياة. تذكر أنه نسي الحقيبة الجلدية في المقعد الخلفي. انطلق يعدو خلف السيارة. تعثر وسقط على ركبتيه. اختفى السائق المتهور عن الأنظار...