fiogf49gjkf0d
متعة التسوق والتنزيلات ( SALE ) بين الحقيقة والوهم
 - كتب/ سعيد مندور
 على مدار الأيام السابقة والقليلة الماضية سارعت بعض شركات الملابس الجاهزة، بالإعلان عن التنزيلات (SALE) لترويج بضاعتها والتخلص منها قبل موعد الإجازات الصيفية، وقبل كساد البضاعة لديهم، ووصلتني عدة رسائل SMS على هاتفي، مفادها أن التنزيلات في تلك الشركات قد بدأت وتصل نسبة الخصم فيها إلى 75% وفي بعضها يصل إلى 50%، وعروض أخرى تشد اهتمام المستهلك ومنها شراء قطعة مقابل قطعة أخرى مجاناً، وبعضها عند شرائك بقيمة مبلغ معين تحصل على كوبون يمكنك من الدخول للسحب على هدايا قيمة منها سيارات وأجهزة كهربائية وغيرها من الهدايا والمكاسب الأخرى، وفي اعتقادي هذا أسلوب تسويقي لا شك فيه يساعد الشركات على عملية القضاء على فترات الركود، وجذب المستهلك للشراء، وبما أننا نحب التسوق وننتظر التنزيلات بين الحين والآخر.. فعلينا أن نتحقق من بعض ما يدور في عملية التنزيلات وما يدور على أرض الواقع.. وهل هذه التنزيلات تنزيلات فعلية أم أنها وهمية؟ .. وبما أن هذا الموضوع حيوي ومهم للجميع ويأتي في أهم أولوياتنا .. فقد تابعت على مستوى العديد من الأسواق، وعلى مستوى آراء المشترين، ووجدنا التلاعب في الأسعار والوهمية، حيث أن أغلب البضائع التي تشملها التنزيلات هي عادة مجرد بضاعة مخزنة وتسمى بعرف الباعة وأصحاب محلات الملابس «بالأستوكات»، والحقيقة أنها هي عبارة عن بضاعة مخزنة بعضها يعود إلى عامين أو ثلاثة، ومنها بضاعة مصنعة في بعض البلدان العربية وظلت في المخازن وتباع على أنها بضاعة ذات ماركة وجودة، وأصحاب المحلات يعرضونها في مواسم التنزيلات لتصريفها في مثل هذه الأيام على أن هناك تنزيلات حقيقية، من أجل البحث عن الربح والتخلص منها، وعادة ما يكون بها عيوب غير ظاهرية في الخيوط والألوان والمصنعية، ناهيك عن كيفية تخزينها في أماكن غير مؤهلة للتخزين، ولا يتبين أثرها إلا بعد استخدامها أو غسلها. وتبين لنا أن في موسم التنزيلات تقوم المحلات بتقسيم البضاعة المعروضة إلى جزأين الأول هو المشمول بالتنزيلات، وغالبا ما يشمل الملابس الكاسدة القديمة ذات الموضة المنتهية والمقاسات المحدودة، والجزء الثاني للبضاعة الحديثة وتكون غير مشمولة بالتنزيلات، علاوة على أن الأسعار قبل التنزيلات للمتابعين للسوق تجدها ترتفع وأثناء التنزيلات يكتب عليها الخصم وهي تباع في هذه الحالة بسعرها الأصلي السابق قبل التنزيلات. بمعنى أنه لا توجد تنزيلات ولكن الموضوع وهم في وهم والنتيجة شراء ملابس غير صالحة وبالسعر الذي يحدده أصحاب شركات الملابس للتخلص من البضاعة الكاسدة والتربح على حساب المستهلك، والقصة الجديدة والتي اخترعوها أصحاب المحلات والباعة وهي أن تباع كل قطعة بسعر، على سبيل المثال بدل الأطفال يباع البنطلون بسعر والتي شرت أو القميص بسعر وكل جزء من مكونات البدلة بسعر، وهكذا فساتين البنات وبدل الرجال وبدلات السيدات، وهلما جرة، وهنا تجد أنك تدفع مبالغ أكثر بدون ما تحس، مع أن العرف المتبع في الدول الأخرى أن تباع البدلة أو الفستان كقطعة واحدة وبسعر معين وليست مجزأة كما نرى، والدليل على ذلك أنه يوجد محلات أخرى ذات مصدقيه تعرض نفس البضاعة أو بضاعة أخرى بدون تجزئتها. وهذه هي التنزيلات بين الحقيقة والوهم .