حذر الدكتور أيمن الغنيمي استشاري طب وجراحة عيون الأطفال والحول بمستشفى مغربي للعيون، من خطورة عدم الكشف الدوري على كفاءة الإبصار عند الأطفال مع بداية كل عام دراسي، ناصحاً أولياء الأمور بوضع كشف النظر الدوري كأحد أولويات استعدادات بداية العام الدراسي.

 

وأكد الغنيمى إن أخطر ما يمكن أن يصاب به الأطفال من ضعف الإبصار ذلك النوع الذي يصيب عين واحدة لدى الطفل حيث يصعب جداً ملاحظته إلا بالكشف الطبي الدقيق، لافتاً إلى أن الطفل يتعامل مع ضعف الإبصار في عين واحدة بمنتهى الذكاء حيث يعتمد في رؤيته على عينه السليمة ويترك العين المصابة تماماً دون أن يشعر وهو ما يؤدى في النهاية إلى حدوث ما يسمى كسل العين وتدهور حالتها مع مرور الوقت.

 

وكشف الغنيمي عن طرق وعلامات اكتشاف ضعف الإبصار لدى الأطفال التي يجب أن يلاحظها الآباء والأمهات ومنها أن يقترب الطفل من التلفزيون أثناء المشاهدة، أو يلجأ إلى عصر عينيه بالضغط على جفونه في محاولة منه لتوضيح الرؤية عند رغبته في مشاهدة شيء بعيد نسبياً أو حتى قريب، كذلك عدم تقديره للمسافات داخل المنزل فيبدأ في الاصطدام المتكرر بالأثاث.

 

وطالب الغنيمي ، المدرسين في المدارس بتغيير أماكن جلوس الأطفال داخل الفصول كل فترة لاكتشاف الأطفال الذين يعانون من ضعف في الإبصار حيث انه في المعتاد يفضل الأطفال الذين لا يعرفون بإصابتهم بضعف الإبصار الجلوس في الصفوف الأمامية مما قد يؤخر اكتشاف ضعف النظر لديهم، أيضاً ضرورة توفير الإضاءة اللازمة داخل الفصول،

 

وأكد استشاري طب وجراحة عيون الأطفال، أن وسائل علاج مشاكل ضعف الأبصار لدى الأطفال شهدت تطوراً كبيراً على كافة الأصعدة سواء العلاجية أو الجراحية شرط توافر عناصر المهارة في التشخيص والرعاية الصحية والأجهزة الجراحية والعلاجية المتطورة، مشيراً إلى أن الكشف الدوري يعد أهم العناصر الفعالة في سرعة العلاج والشفاء، حيث يلزم توقيع الكشف الطبي على الطفل بمجرد الولادة، ومرة أخرى عند التحاقه بالمدرسة وأيضاً مع بداية كل عام دراسي.

 

وفيما يتعلق بطرق اكتشاف الحول لدى الأطفال قال الغنيمي،  أن أكثر السلوكيات التي تدل على إصابة الطفل بالحول هو لجوئه إلى أن يميل برأسه إلى اليمين أو اليسار بشكل تلقائي حتى يعالج انحراف الرؤية لديه، بالإضافة إلى انحراف مركز العين عن مكانه الطبيعي في منتصف العين وهى الحالة الأكثر شيوعاً، مؤكداً أن طرق علاج الحول لدى الأطفال شهدت هي الأخرى طفرة كبيرة وتسير على محورين رئيسيين، المحور الأول هو الحالات التي يتم اكتشافها مبكراً عن طريق المتابعة الدورية مع الطبيب وتكون نتيجة لضعف النظر مثل حالات طول النظر التي لا تحتاج عادة إلى تدخل جراحي ويتم فيها العلاج باستخدام نظارات معينه لتصحيح الحول، وفي حالة تأخر التشخيص وحدوث كسل بالعين يقوم استشاري الحول بإجراء تمارين للعين الكسولة مثل وضع لاصق طبي للعين السليمة بضع ساعات يوميا لتنشيط نظر العين الكسولة.

 أما المحور الثاني لعلاج الحول فيكون مع الحالات التي تحتاج تدخل جراحي والتي أصبحت حاليا في غاية التقدم حيث يمكن للمصاب بالحول سواء كان طفلا أو كبيرا إجراء العملية الجراحية تحت الميكروسكوب الجراحي وتصحيح الحول في 20 دقيقة فقط.