أظهرت الدراسات زيادة فى معدلات سوء تغذية الأطفال فى مصر, وبالأخص حالات التقزم التى وصلت الى 29% من الأطفال دون سن الخامسة, من ضمنهم 13% يعانون من التقزم الشديد وكذلك لا تزال رعاية الأطفال حديثى الولادة مشكلة فى مصر, على وجه الخصوص الأطفال الذين يولدون فى المنزل فهم أكثرعرضة للمرض والموت , ولقد أظهرت الدراسات أن 50%من وفيات حديثى الولادة تحدث أثناء أول يومين من حياة المولود.
 
تلك الإحصاءات وضعتها الجمعية المصرية للتنمية البشرية والبيئية بالقناطر الخيرية نصب عينيها فقامت تنفذ مشروع المبادرات المجتمعية لحياة أفضل بمنحة من هيئة انقاذ الطفولة مصر، على مستوى 10 قرى، حيث أوضح كرم محمود سليمان مدير الجمعية فى أثناء الحفل الختامى للمشروع ان المشروع تنفذه جهات شريكة منها القطاع الخاص والأجهزة التنفيذية والبحثية والمشاركة الشعبية و10 جمعيات أهلية منها جمعية تنمية المجتمع المحلى بشلقان وبهادة وسندبيس والخيرية الإسلامية بقرنفيل وتنمية النهوض بكفر الشرفا، ودعائم الخير بالمنيرة والمصطفى بشبرا شهاب والجمعية الشرعية بتصفا ورياض القرآن بالمنشأ الكبرى على مستوى 10 قرى استفاد منها حوالى 138 ألف مواطن بهذه القرى. ويضيف سليمان أنه أصبح من المؤكد أن سوء التغذية فى الأطفال هو نتيجة بسبب الممارسات الغذائية الخاطئة أثناء مرحلة الفطام من (6– 24 شهر) حيث ان التغذية غير الكافية وتعرض الطفل لنوبات مرضية متكررة فى هذه الفترة يعد من أهم الأسباب المؤدية إلى تقزم الأطفال. وتعد الأنيميا وتلوث الجو والتغذية غير السليمة من أهم العوامل التى تتعرض لها الأمهات فى أثناء الحمل وتؤثر سلبيا فى وزن المولود، ولذلك يعتبر تحسين الحالة الغذائية للأم والمباعدة بين الولادات من أهم العوامل المؤثرة على صحة وحياة الأمهات والأطفال وحيث أن الأسباب الرئيسية لوفيات الأطفال حديثى الولادة يمكن تجنبها أو علاجها عن طريق تدخلات فعالة وبسيطة، لذلك تقوم فكرة مشروع المبادرات المجتمعية لحياة أفضل (سمارت) على مساعدة وتمكين المجتمعات المحلية على استخدام المدخلات والحلول والمعلومات والمهارات اللازمة لتحقيق أهدافه.
ويضيف موضحا إن الجمعيات التى تشترك فى تنفيذ المشروع ركزت على الوصول لمجتمع صحى للسيدات والأطفال آمن خال من ظاهرة التقزم وسوء التغذية بثقافة الوعى الصحى لأفراد المجتمع بأهمية التغذية السليمة والخاصة برعاية الأم والمواليد الحديثة والأطفال والسلوكيات الغذائية واستخدام خدمات رعاية الأمومة والطفولة مشيرا إلى أن مبادرات المشروع عملت على تحسين جودة وفرص الحصول على الخدمات الأساسية المتوفرة فى المجتمع والقطاع الخاص لصحة الأم وخدمات تنظيم الأسرة والتغذية، وزيادة المعرفة بين الرجال والنساء عن طريق استخدام تقنيات السلوكيات الأساسية الخاصة بصحة الأم، وتعديل حزمة التدريب المجتمعى القائمة والخاصة بصحة الأم وحديثى الولادة وتنظيم الأسرة والتغذية السليمة ومرجعة وتحديث الاتصالات المجتمعية وتحديث الاتصالات المجتمعية وتغير السلوك وزيادة معرفة العاملين بالتنمية بأسباب التقزم وكيفية تنفيذ برامج الحد من وفيات حديثى الولادة والتقزم وتثقيف القيادات المجتمعية لتعزيز الوعى بين الرجال حول التأثير الإيجابى لدورهم فى تحسين نتائج صحة الأم وحديثى الولادة وخدمات تنظيم الأسرة والتغذية السليمة، وزيادة قدرة جمعيات تنمية المجتمع فى تنفيذ الاستراتيجيات أو المبادرات المجتمعية التى تهدف إلى تحسين صحة الأم وحديثى الولادة وخدمات تنظيم الأسرة والتغذية فى المجتمع المحلى مع مراعاة عدم التمييز النوعى، وفى نهاية الحفل الختامى تم عرض قصص نجاح من المشروع وعرض بحث تطبيقى عن دراسة التقزم وممارسات التغذية التكميلية المصرية الصحية.