سطوع...
بقلم/اسامة ابوزيد
كان أقرب إخوته إلى أبيه. سنده وعضده وذراعه اليمنى واليسرى أيضا. هجر مدرسته وتفرغ للزرع لإعانته في النهوض بأعباء البيت الكبير.
ضج البيت بالفرح عندما علموا أن المحافظة كرمت أباهم، واختارته أباً مثالياً. قناة تلفزيونية محلية تزورهم ليلا لتسجيل لقاء مع الاسرة كلها.
راح من خلف الكاميرات يراقب أباه وهو يتحدث بزهو وفخر عن أشقائه الجامعيين الذين تبوأوا وظائف مرموقة. كانوا يحيطون به وهم في كامل أناقتهم. تحدث بزهو أيضاً عن شقيقاته الثلاث الطبيبات. لم يشر إليه أحد خلال التسجيل من قريب أو بعيد.
تسلل بهدوء مغادراً البيت الى الحقل. تنفس بعمق نسمات هواء باردة. تأمل القمر الذي اكتملت استدارته وسطع نوره. خلع جلبابه الواسع. أدار "مكنة" المياه وراح يروي حقل الذرة الشاسع...