كُلْ "كشرى" ياريس "سيسي"!!بقلم : محمود الشربيني ----------------------------------------------------------- قبل أن تقرأوا:لايمكن أن نحمل الرئيس عبد الفتاح السيسي وزر "كل" هذا النفاق . فعلي الأقل هو لم يختر أن تكون فاطمة كشري(...) معبرة عنه أولسان حال له .. أو مروجة لمحبته أو داعية له عند بسطاء الناس، والا لعدنا إلي "طشة ممتاز" بأسرع من البرق ! *********** فاطمة كشري قدمت في ثانية واحده مادم خام للتنكيت والتبكيت ، ربما من دون قصد أو عمد! " كشري" هي الافضل حتماً بين كل نماذج الدببه التي تقتل أصحابها. فمن حيث لاتدري أعربت عن ولائها وأملها وحبها وخوفها علي صحة الرئيس، ومن فرط خشيتها عليه وعلي صحته هذه، إنتهزت أول فرصة للظهور علي شاشة التليفزيون، لتوجه إليه دعوة عبقرية وغير مسبوقة، لارتداء " الكلسون" الداخلي تحت البدلة ! أيُ ذهنٍ هذا وأيُ عقلية تمتعت بها الست " كشري" ؟!بل وأي عقلية يتمتع بها بعضهم ممن يعشقون الرئيس ويفكرون فيه ليلاً ونهاراً ، ويخافون علي صحته طوال الوقت فيفكرون في لحظات- عندما تتاح لهم الفرصة التي كانت ضائعة فيما يبدو-في ابتكار معني للتعبير عن الحب بهذا الشكل الذي رآه وسمعه ملايين المصريين ،بل ملايين الناس في العالم كله علي الهواء .. عندما أذيعت مثل هذه الأمنية التي تتمناها فاطمة كشري ، ومؤاداها ان يحافظ الرئيس السيسي علي نفسه ويقي جسمه من البرد كونه ثروة قومية للمصريين، لان الشعب محتاج له، وعلامات التعجب بالجملة هنا لاتكفي مطلقاً ، للتعليق علي دعوة ورسالة الست كشري الغريبة التي بثت علي الهواء مباشرة! ثم .. لماذا هذا التفكير من عشاق الرئيس في" اللانچري" الخاص به ،في حين أنها مهمة آخرين يفترض أنهم يقومون بهاعلي أكمل وجه؟! ولماذا اللانچري بالذات ؟ لماذا جري لسانها بهذه الكلمة وكأنها كانت تتحين الفرصة لإرسال هذه الرسالة ؟ فاطمه كشري أعربت عن رغبتها في أن يحفظ الرئيس علي نفسه من البرد ، دون أن تعي أنها قدمت الماده الخام وعن عمد ومع سبق الإصرار لنقد الرئيس السيسي من قبل خصومة ؟ كنت أفهم أن تطلب "كشري" من المشاهدين الدعاء للرئيس أن يلهمه الصواب في مواجهة مشاكل مصر التي إستفحلت في عهده بشكل غير مسبوق، حتي أن الناس باتت تؤكد أن شعبيته لم تعد في السما كما كانت .. وكثرت الأقاويل عن الاعتقالات والدولة الأمنية والفساد والاستنحار والاستحماروالاستخفاف بمشاعر وعقول الناس ! كنت أفهم أن تطلب كشري من الرئيس إلي جانب أن يقوم بزيارة شبرا باعتبارها من سكانها إلي زيارة مناطق أخري في مصر ، ليعرف أن الناس ضجت في شوارع مصر من سوء حال الطرق القديمة ، وهي طرق أكثر إستخداماً بكثير من الطرق الجديده التي ينشئها الجيش وشركات أخري ، ولايستخدمها سوي بضع آلاف من المترددين علي الاسكندرية والغردقة والسخنه والجونه والساحل الشمالي ومرسي مطروح. كنت أظن أنها ستدعو الرئيس لكي يتفقد المستشفيات النائية والتي أصبحت مهجورة ولايتردد عليها المرضي بعد ان أصبحت كالخرابات لاتقدم علاجاً ولا خدمات صحيه أو استشفائية. كنت أظن أنها ستطلب من الرئيس أن يضرب بيد من حديد ليس علي المتظاهرين والناقدين لسياساته والمختلفين معه ، ومع العقلية الأمنية والمخابراتيه التي تحكم البلاد ، وإنما علي أيدي محتكري السلع ، والمضاربين في سعر العمله في السوق السوداء ، ومن يرفعون الاسعار للسلعه في اليوم الواحد أكثر من مرة، لكن السيده " كشري" إختارت أن تقدم نموذجاً آخراً للتعبير عن العاطفة الشديدة- وربما المنافقه العلنية- للرئيس، بأن تدعوه ليحافظ علي صحته، ويلبس " الكلسون" تحت البدلة! هل هناك أمرأة واعيه في أي مكان في العالم مهما بلغ بها الحب للمسئول أو للرئيس ، أو حتي للسيسي نفسه، يمكنها أن تطلب منه مثل هذا الطلب ؟ هذا أمر مخجل لجميع النساء في أي مكان في العالم ، ولايمكن مثلاً أن تجد أميركية تقول هذا للرئيس الاميركى دونالد ترامب مثلا؟! لنتصور مثلاً أن رجلاً إنجليزياً كان مفتوناً بالمرأة الحديدية مارجريت ثاتشر ووقف امام التليفزيون ليدعوها للحفاظ علي نفسها من البرد القارس والضباب والمناخ الرديء في لندن بارتداء نوع معين من السوتيانات أو " الأندروير"! ماذا لو قام مواطن ألماني محب ومهتم بالسيده ميركل ودعاها لتحافظ علي صحتها بالاهتمام بملابسها الدخليه وربما دعا مصانع بلاده سواء في الانسجه أو الأسلحة لانتاج ملابس داخلية تدفيء جسدها وتحافظ عليه طوال الوقت وتقيه من البرد؟ لم اتابع تناول الفكرة من قبل المغردين علي تويتر والمتابعين للفيس بوك وانستغرام ، لكن ستخرج علينا كثير من اللجان الالكترونية لتري في هذه الدعوه " الكشرية" نوعاً من الحب العارم للرئيس وزيادة في شعبيته وخوفا علي صحته ! وسيقولون هذا هو شعبنا الطيب البسيط الذي يشعر أن الرئيس يعمل من أجله ويقف إلي جانبه ولذلك يجب أن نحافظ عليه وندعوه لارتداء الكلسون تحت البدلة. هل السيدة كشري مهتمه بكلسون زوجها ( إن كانت متزوجه)؟ هل تحرص علي شراء "كلاسين" جديده له في كل موسم شتاء؟ هل تقوم بإهداء زوجها " كلاسين"؟ هل تغسلها وتحرص علي نظافتها وكَيَّها وترتيبها في دولابها ؟ هل تهتم و" تاخد بالها من كلاسين إبنها وزوج ابنتها "إن كان لديها إبن أو إبنه متزوجة!أم أن زوجها وابنها وزوج ابنتها هؤلاء ليس لهم قيمة من أي نوع، بعكس الرئيس، فسيادته هو المفدي والذي يجب أن تحافظ السيدة كشري علي كل شيء يتعلق به حتى "الكلسون" الخاص به؟ كثير من المؤيدين والمحبين للرئيس السيسي أحبوه بصدق وإخلاص منذ قامت في مصر ثورة 30 يونيو.. لكننا لم نسمع أياً منهم من قبل ، بمن فيهم النساء اللواتي أعجبتهن وسامة الرئيس وحتي متحدثه الرسمي (...) لم يفكرن في أفكار " تحتية" علي هذا النحو " الكشري خالص" .. شيء غريب وعجيب .. والأسوأ من هذا ان تكون هناك " كمالة" لطلب الست " كشري" وعلينا جميعاً ومعنا السيد الرئيس أن نأكل من "كشري الست كشري" ولاحول ولاقوة الا بالله!!