طيب!!!
أبو حمالات - بقلم : حسام فتحي
عام 1984 كنا 3 طلاب في السنة الثالثة بقسم الصحافة بكلية الإعلام جامعة القاهرة نتحاور مع د.ليلى عبدالمجيد استاذتنا في الكلية، عندما اقترب شاب ذو ملامح ريفية ونظارة سميكة ليدلي برأي مقتضب، لكنه قاطع وينم عن اطلاع في قضية سياسية، ولم يعرف بنفسه ومضى، فاستدركت د.ليلى معرفة اياه: زميلكم في ثانية اعلام، اعتقد أنه سيكون ذا شأن، فهو «دودة» قراءة وتفكيره منظم، واسمه «إبراهيم عيسى».
كانت تلك هي المرة الاولى التي أتعرف فيها على ابراهيم عيسى، وتابعته بعد ذلك حتى أصبح على ما هو عليه.
تختلف معه، لكنك تجد من المفيد دائما ان تستمع لوجهة نظره التي غالباً ما تكون مبنية على تحليل عميق ومعلومات مرتبة، تجبرك على احترامها حتى وان اختلفت معها.
.. وبالرغم من البيان المهذب.. الانيق الذي اعلن فيه ابراهيم عيسى توقف برنامجه الذي يحمل اسمه على قناة «القاهرة والناس» واشادته بصاحب القناة رجل الاعمال والاعلان طارق نور، الا ان احدا لم يقتنع بأن السبب هو «ان هذه هي اللحظة المناسبة للتوقف عن تقديم البرنامج» كما قال ابراهيم.
.. وعلى الرغم من رد القناة المصاغ بدقة متناهية والذي اثنى على الاعلامي، الا انه ايضا لم يقنع احدا بصدقه!
وسواء كانت القصص التي تتداول حول حقيقة ايقاف البرنامج حقيقية كلها او بعضها، او ان هناك سببا آخر ستكشف عنه الأيام القليلة المقبلة، فإن غياب صوت اعلامي «تحترمه وان اختلفت معه» يشكل خسارة للإعلام المصري الذي يعاني بشدة من تناقص الاصوات العاقلة، والعقول المقبولة، كما يؤدي الى خسارة مباشرة لمساحة الديموقراطية وحرية التعبير، والرأي الآخر التي يحتاج النظام الحالي الى وجودها، ويجب عليه تحمل عبء الاستماع الى الاصوات العاقلة التي تعبر عن الرأي الآخر وان كان مخالفاً، وان كان غير معتاد.
لست بصدد تذكير المسؤولين بمواقف ابراهيم عيسى من «فكر» الاخوان، ولا بموقعه من 25 يناير، ولا بتأييده لـ30 يونيو و3 يوليو، فبالتأكيد هؤلاء المسؤولون و«اجهزتهم» اعلم بذلك منا جميعا.
ولا شك ان توقف او ايقاف ابراهيم عيسي الذي هاجمه الاخوان واصواتهم واطلقوا عليه «ابو حمالات» هو خسارة لنا جميعا.. ولا عزاء لأحد.. فكلكم أكلتم يوم أُكل الابيض!!
وحفظ الله مصر وأهلها من كل سوء.
twitter: @hossamfathy66
facebook: hossamfathy66
alanba email id
h.fathy@alanba.com.kw