الشيطان...
بقلم/اسامة ابوزيد
دخل عليه غرفته بعض أتباعه يرتجفون. قالوا: يا شيخنا، إن الاهالي يحيطون بالدار من كل جانب. الغضب يشتعل في صدورهم. يقولون إنك تجند أولادهم، وتحضهم على التفجير، وأنت تجلس هنا تستمع بالفراش الوثير والماء النمير. إنهم يتساءلون: ألا ترغب مثل أولادهم في الشهادة والجنة والحور العين؟ قال الجالس إلى جواره ممتعضا: لو فجر مولانا نفسه فمن يقوم بتجنيد هؤلاء الشبان وأمثالهم؟ لا أحد يستطيع إقناعهم بارتداء الأحزمة غير شيخنا الجليل. قال الشيخ الضرير: دعوني أخرج اليهم. وقف في الشرفة متكئا على عصاه، قال لهم بصوت جهور: إن أولادكم في الجنة أحياء. لا يغلبنكم الشيطان فيثبط هممكم ويحبط عزائمكم. لا تجعلوا له عليكم سبيلا. إنهم ينتظرونكم في الفردوس الأعلى. إنهم مع النبيين والصديقين.
سكنت ثورتهم. نكسوا رؤوسهم. انفضوا صامتين.
في الغرفة السفلية كانوا يجهزون أحزمتهم الناسفة. ودعهم واحدا واحدا بالأحضان. انطلقوا متشوقين للقاء الحور العين..