بقلم / محمد حسن مصطفى 
سوف يظل للكويت رونقها وتالقها فى العمل البرلماني ومساحة الديمقراطيه  وتجذر هذا المفهوم لدى قطاعات واسعه من ابناء الكويت ،ومن مختلف الاعمار والفئات. 
لاشك ان اجمل حوارات الديمقراطيه فى الخمسين سنه الاخيره شهدتها الكويت وهو تعبير ادبي لايستخدمه الساسه والمفكرون ولكنها حقيقه ملموسه فقد كانت حوارات مابعد التاسيس فى العام 1962 رائعه وقويه وتفتح ابواب واسعه للديمقراطيه فى كل منطقة الخليج وقدم الاباء الاوائل والرواد دروسا فى  التضحيه والحرص على اعلاء اسم الكويت من خلال انتماء  واضح لكل ماهو اسلامى وعربي. 
 امراء الكويت وابناء الاسرة   الحاكمه من آل الصباح  ايضا لا يقلون حرصا على تثبيت هذا المفهوم وارساء قواعد الديمقراطيه والتاكيد على روح الاسره الواحده  وابناء الوطن الواحد و المشاركه والتعايش ونبذ الفرقة والخلاف فى كل الظروف . ويعد سمو امير الكويت الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح  احد المعاصرين الكبار للتجربة الديمقراطيه ، ولا يخفى اعتزازه  بالمشاركه  الشعبيه فى اطار من التعاون بين السلطتين ،مؤكدا  على ان الديمقراطيه هى التى تنتصر  فى النهايه. 
وحتى اثناء الايام العصبيه والمحنة التى مرت بها الكويت كان التداعي الى الديمقراطيه هواول الخطوات من اجل التحام الشعب والحكم  فى مواجهة العدوان  وجاء سمو امير الكويت  الراحل الشيخ جابر الاحمد الجابرالصباح ومعه «سموالامير الوالد  » الراحل الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح ليشرعا معا فى تاسيس حياه نيابيه واضحه ، ومرحلةجديده من المشاركه الشعبيه فى الحكم. 
  ورغم سخونة الاوضاع   وقتها الا ان ذلك لم يمنع من الاخذ والرد حول غياب البرلمان وحضوره وتأثيره على  الحياه فى الكويت وقال نواب ان غياب المجلس فى فترات سابقه  وراء الازمه  ورد سمو الشيخ سعد العبد الله ولى العهد ورئيس مجلس الوزراء وقتها رحمه الله ان الديمقراطيه ليست «عربة مدفع » وكان يسالهم من  هو ابو الدستور وكانوا يردون نعم انه والدك  ..ويشدد على ان تلاحم ابناء الكويت وتآزرهم كان احد  اكبر العوامل المساعده فى التحرير بمواقف عربيه ودوليه.
وجرت فى النهر مياه كثيره واصبح المجلس النيابي هو صوت الكويت وصورتها ياتى اليه الزائرون من كل الدول ويشيدون بالتجربه ويصدر المجلس جريده باسمه هى" الدستور " فى تجربه تحتاج الى قراءه متعمقه فقد كانت احد دعائم الحياه النيابية وجاء الطلاب من كل الاعمار ليروا ما يجرى داخل هذا الصرح
 .ومع  اشتداد عود المعارضه وحصولها على اغلبية كبيره  فى مجلس 2012 عاد الحديث عن تقسيم الدوائر الانتخابيه وعدد الاصوات التى يدلى بها الناخب ورفض اعضاء تحالف الاغلبية العوده لخوض الانتخابات الا ان الانتخابات البرلمانية الحاليه شهدت عودة نواب من تكتل الاغلبية للمشاركه وان التواجد سوف يسمح بالدفاع عن مصالح الشعب.
الاستجوابات هى كلمة السر فى الحياه النيابيه فى  الكويت وهى حجر الزاوية فى  ما يعرف بالتأزيم او الاطاحة بالوزراء و تقديم الحكومه استقالتها مجتمعه،ورفع كتاب الى سمو امير البلاد بعدم التعاون بين السلطتين ولعلها من اهم المعارك التى خاضها النواب واصبحت جزء من تاريخهم السياسي ،فضلا عن السعي لاختيار رئيس للمجلس باعتباره عنوان لمرحله جديده.
الاصوات العاليه والمواقف الحاده التى تعلن الان ،من خلال الندوات الانتخابيه وجولات الدواوين  قد يجعل البعض يتساءل هل نحن في بلد عربي ، وهل يسمح بكل هذه الانتقادات التى ترفع فى وجه التقصير الحكومي الذى يراه  كثير من المرشحين اثناء  فترة الدعايه ولقاءات الناخبين،التى شارفت بالفعل على الانتهاء لكنها فى واقع الامر احد مظاهر الحياه السياسيه.
ولم يعد الحديث عن مشارك ةالمراه  فى الحياه السياسيه فى الكويت من قبيل الترف  فقد خطت خطوات واسعه وشاركت المراه فى المجلس والحكومة وعدت نائبات فى الكويت مثالا يحتذى فى الاداء النيابي.   
واذا اردت ان تكون صوره واضحه عن الديموقراطية فى الكويت  فان   النائب  السابق عبد المحسن جمال ربط فى مقال له منذ ايام بين تزامن اقامة معرض الكتاب والانتخابات وانهما معا صوره للتنوع فى المجتمع الكويتي والراي والراي الاخر .
  اما عن القضايا  والموضوعات التى تنتظر  المجلس الجديد لم تعد داخليه فقط ومن بينها خطط التنمية او محاربة الفساد بل ان هناك صراعات ساخنه  فى المنطقه ومواقف دوليه متغيرة.
mhmsalem27@yahoo.com