رسالة فتاة العربة - بقلم : حسام فتحي
نعم هي رسالة لكل شعب مصر من رئيس مصر بأنه يهتم بالفئات الأكثر فقرا.. وعوزا وحاجة، والتي تسعى الى كسب لقمة عيش شريفة بعيدا عن التسكع في الشوارع، والتنطع في المقاهي و«الأنتخه» أمام شاشات التواصل.
أتحدث عن استقبال الرئيس السيسي لمنى بدر، التي تعرف إعلاميا بفتاة العربة بسبب صورتها الشهيرة التي انتشرت على مواقع التواصل وهي تجر عربة بضائع «تريسكل»، ولا يعنيني ما يقال من ان استقبال رئيس الدولة لها هو من قبيل «الشو الإعلامي» و«تحسين الصورة»، لأن ما يهمني حقاً في الموضوع هو «الرسالة» التي أراد الرئيس توصيلها للمصريين، خصوصا بعد القرارات الاقتصادية التي «أوجعت» أغلب طبقات الشعب، وبخاصة الفئات الأكثر فقرا، والتي تنتمي لها «منى بدر».
وليذهب من يعتقد أن هدفي هو «التطبيل» للرئيس إلى الجحيم، فهؤلاء لا يعنونني.
شخصياً لا أعتقد ان الرئيس استقبلها واستمع اليها وسار معها وفتح لها باب السيارة بنفسه بهدف «الشو الإعلامي»، فذلك آخر همّ السيسي الآن، وإنما كان الأمر تعبيرا حقيقيا عن التضامن مع هذه الفئة المطحونة من المصريين الذين «طحنهم» الانفتاح الاقتصادي الاستهلاكي منتصف السبعينيات ثم «فرمهم» الغلاء المستعر آخر سنوات مبارك، ثم «سحقتهم» ثورة يناير وكل من وما جاء بعدها، وأخيرا أتى «صندوق النكد» لـ «يهرسهم» هرسا، فكان لابد من بارقة أمل تقول لهم، أيها المطحونون.. المفرومون.. المهمشون.. المسحوقون.. المهروسون.. إن مصر مازالت تذكركم، وتشعر بكم، وتراكم، وليس صحيحا ان الدولة تعتبركم «نملاً» يتم تحطيمه دون ان يشعر به أحد.
واذا كانت رسالة الرئيس هكذا، فإننا نتوقع من الحكومة الرشيدة ـ أو على الأقل أي وزير رشيد فيها ـ ان تخرج علينا بقرارات «عملية» وسريعة، وناجزة، لإنقاذ أهالينا من الفئات الأكثر حاجة وفقرا، والمستحقين الأوائل للدعم، والرعاية والاهتمام.. ماديا وصحيا وغذائيا وتعليميا، فليس كافيا ان «يمنح» الرئيس «فتاة العربة» شقة وسيارة ربع نقل ويدعوها الى مؤتمر الشباب ويثني على كفاحها.. ولكن الأهم هو تنفيذ برنامج صحي وتعليمي شامل وصارم يرتقي بأبناء الفئات الأكثر احتياجا.. ويراعي المواطنين الأكثر فقراً..
وحفظ الله مصر وأهلها من كل سوء.