طيب!!!
دروس التجربة التركية - بقلم : حسام فتحي
..تحدثنا بالأمس عن ملخص مسيرة تحديات وأزمات الاقتصاد التركي حتى صدور الإصلاحات «المرة» للوزير كمال درويش عام 2002، بعد أن خسرت الليرة حوالي 50% من قيمتها يوم 21 فبراير 2001، ووصول رجب طيب أردوجان إلى رئاسة الوزارة عام 2003، فماذا فعلت حكومته لمواجهة تحديات الاقتصاد؟
كما كان عام 2002.. نقطة ارتكاز وانطلاقة للاقتصاد التركي، كان كذلك بداية التحول نحو «خصخصة» غير مسبوقة طالت كل شيء.. وأي شيء، وظل صعود أداء الاقتصاد ومؤشراته بقوة مع الاعتماد على التركيز على التحول من الاعتماد على الزراعة إلى التحول للصناعات التصديرية، وخلال الفترة من 2002 وحتى 2012 قفزت الصادرات بنسبة هائلة بلغت 325%، وكان عام 2007 هو ذروة النمو الاقتصادي بمعدل 6.8%، وارتفع دخل الفرد وظهرت المجمعات الصناعية العملاقة، جنبا إلى جنب مع انتعاش الصناعات الصغيرة، وانطلق قطاع الخدمات، وبخاصة السياحة، ليسهم بعائدات تجاوزت (18) مليار دولار، وبلغ عدد السائحين 24 مليوناً، وتمكنت تركيا من سداد ديونها كاملة بحلول عام 2013، وتم تطبيق نظام تعليم متطور، وبرنامج رعاية صحية اهتم بالفقراء.
..أتوقف هنا، ولن أتحدث بالتفصيل عما حدث بعد ذلك للاقتصاد التركي، الذي تقول الأرقام الرسمية إن دينه العام اقترب من 420 مليار دولار، بما يقترب من نصف الناتج المحلي الإجمالي، أغلبها ديون قصيرة الأجل.. ولن أزيد، فمن يرغب في معرفة ما حدث سيجد ما يريد على المواقع الدولية المهتمة بالاقتصاد التركي، حتى لا يتهمني أحد بمعاداة التجربة التركية لأسباب سياسية، فكل الهدف مما ذكرت التأكيد على أن «الشعب»، إذا تم شحذ همته واستفزاز قدراته وإشعاره بأنه محل اهتمام، سيصبح قادرا على فعل المعجزات .. ليصل ببلده أن يتجاوز متوسط دخل الفرد فيه 10 آلاف و500 دولار سنويا.
..الخلاصة يا سادة أن البداية كنت بالاعتماد على جناحين: «التعليم» على قاعدة (4+4+4) أي «الإلزام» حتى 12 عاما تعليميا، وهو ما وصل بالجامعات الآن لأن تحتل 18 جامعة تركية مكانا في قائمة أفضل 1000 جامعة في العالم.
..والجناح الثاني للتنمية كان الرعاية الصحية عبر برنامج (التحول الصحي التركي) الذي اهتم بالفقراء.
التعليم والصحة.. هما أساس أي تنمية حقيقية، فلا أمل في أي شعب جاهل ومريض..
وحفظ الله مصر وأهلها من كل سوء.