فسد.. يفسد.. فساداً فهو فاسد ومفسد، وعمّ الفساد المدينة أي الفسق والانحلال وعدم احترام الاخلاق والقوانين، يقولولون: «ينشر الفساد أينما حل وارتحل»، والاستبداد أصل الفساد، وعاث في الأرض فساداً، أي أحدث فيها أضراراً وخراباً، فالفساد إضافة لما سبق هو اضطراب وخلل وتلف وعطب.
 
وتأملوا قوله سبحانه وتعالى في محكم كتابه: «ظَهَرَ الفَسَادُ فِي البَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ» (الروم - آية 41).
 
اما في معاجم الغرب فيعرف معجم «اكسفورد» الفساد بأنه «انحراف او تدمير للنزاهة في اداء الوظائف العامة من خلال الرشوة والمحاباة والاختلاس والابتزاز والتربح وغيرها من وجوه الفساد والافساد».
والبحث في تعريف ومفهوم واشكال وانواع الفساد احتوته دراسات وبحوث ورسائل ماجستير ودكتوراه، وهو تعبير شائك ومطاط، لكننا في مصر اصبحنا خبراء في معرفة الفساد.. والتعرف على الفاسدين.. و«شم» رائحته ورائحتهم دون الحاجة الى اللجوء للقواميس والمعاجم والرسائل العلمية، اصبحنا نتنفسه مع الهواء، ونستنشقه ضمن مكوناته مع الاكسجين والهيدروجين.. وطبعا ثاني أكسيد الكربون!
صاحبنا اليوم.. رجل اعمال.. بهيج.. مبهج.. مبتهج.. كان لديه «حلم» قرر ان يحوله الى كابوس لمصر والمصريين ولكن هيهات.. هيهات.
 
بدأ حياته بالقرب من رموز مصر، أهرام الجيزة الخالدة، ويبدو انها أوحت اليه بأن يصبح «فرعونا»، تصادق مع «لواءين» اوصلاه الى السكرتير الخاص للفرعون الأكبر، ثم ادخل زوجة السكرتير «شريكة» في اعماله بجهود ونفوذ زوجها، قبل ان يقفز الى ركبتي «ولي عهد مصر» لتبدأ جذور امبراطورية «الحلم» تضرب بفسادها على مساحات شاسعة من ارض المحروسة، وبالأمر المباشر تم توريط احد اكبر المصارف في سلسلة قروض وشراكات دون ضمانات حقيقية، وعندما شكا «صاحب الحلم» وجعاً في صدره.. ارتجف «قلب» رئيس البنك وارتعدت فرائصه خوفا من الفضيحة.. وحجز «الغرفة» المجاورة له في المستشفى!!
 
المهم.. زادت الملايين وتحولت الى مليارات، وتكدست الاراضي والعقارات، وكان لابد من «ذراع اعلامي» للحماية، فكانت الفضائيات الملاكي.. وعندما بدأت الدولة تطالب بجزء يسير من حقها، سارع الى «جرجرة» البلد الذي «صنعه» وصنع ثروته وسمح له بصنع امبراطوريته «الحلم» على ارض شعبه.. وادعى استحقاقه لعشرات مليارات الدولارات.. ليثبت معدنه «الاصيل»!!
وغداً.. للحديث بقية.. إذا كان في العمر بقية!!
 
وحفظ الله مصر واهلها من كل سوء.