. يا سادة يا كرام.. ثقوا في الله أنه لن يضيّع مصر أبدا.. وثقوا في وعي شعبكم الذي استقر على ضفاف النيل موحَّدا وموحِّدا منذ أن وحّد مينا القطرين، ووضع التاجين، ومنذ عبد إخناتون إلها واحدا ودعا سيدنا إبراهيم إلى عبادة رب العالمين.
 
.. أما عن تلك الدعوات «المشبوهة» للنزول في «مظاهرات حاشدة» يوم 11/11، سواء كانت لذلك علاقة بعلامة «الربعاوية» سيئة السمعة أو لا، فيجب ألا يتم الالتفات إليها جماهيريا، ومصر لن تشهد ما يسمى في العلوم الاجتماعية والسياسية بـ «ثورة الجياع»، لأسباب كثيرة منها أن أوضاعنا الاقتصادية لم تشهد انهيارا يصل إلى هذه الدرجة (راجعوا الإقبال على شراء الأراضي التي تطرحها الدولة وكيف تتم تغطية الطلب بأضعاف مضاعفة عن العرض)، وإن كان هذا لا يخفي حقيقة التراجع الحاد لسعر الجنيه أمام الدولار، ولا حقيقة الارتفاع الجنوني للأسعار في بعض السلع، ولنتفق على استمرار وجود «الفساد» وعدم النجاح حتى الآن في القضاء عليه وعلى المفسدين والفاسدين، .. ولكن هل الحل في مظاهرات حاشدة (قد وربما والاحتمال الأكبر) أن تخرج عن السيطرة وتتحول إلى «انتفاضة حرامية» ـ
على رأي السادات رحمه الله ـ ويتم خلالها الاعتداء على المال العام والخاص، وسرقة ونهب المحال وربما البيوت بدعوى التظاهر والحرية، ونعود لنبكي على اللبن المسكوب وتقول إنها «قلة مندسة مخربة»؟!
 
شخصيا.. وجهت انتقادات كثيرة للحكومة لتركها موجة الغلاء تتفاقم، وتخليها عن الفقراء وفشلها في كبح جماح الدولار، ولكن من ناحية أخرى هناك إنجازات حقيقية تتم على الأرض، وإن كانت أولويات الناس هي توفير الطعام والشراب، فهذه هي الحاجات الأولية التي يجب أن توفرها الحكومة، وإلا فلترحل غير مأسوف عليها.
 
نعم.. هناك فساد وفاسدون.
نعم.. هناك وجوه تتصدر المشهد يجب أن تختفي.. حياء أو إجبارا فلم تعد مقبولة.
نعم.. يعاني الفقراء من التهميش والغلاء غير المسبوق.
نعم.. هناك أخطاء اقتصادية فادحة يجب حسن اختيار من يعالجها.
نعم.. هناك استنزاف لقدرات مصر، ومحاولات لتركيعها، وإرهاب داخلي، ومؤامرات خارجية.
 
لكن ذلك كله لن يحل بدعوات مشبوهة تستنزف قوى الجيش والشرطة، ولا بمظاهرات هدفها التدمير لا البناء، والتكسير لا الإصلاح، والتخريب لا التعمير.. أعتقد أن الرسالة وصلت للقيادة السياسية، والكرة أصبحت في ملعبها.. وبانتظار قرارات أكثر صرامة وتحركات أكثر صلابة.. وأياد أكثر ثباتا وضمائر أكثر صحوة.. حتى يشعر المواطن البسيط بأنه محل الاهتمام.
وحفظ الله مصر وأهلها من كل سوء.