مصر لن تكون «الجائزة الكبرى» - بقلم : حسام فتحي
.. مصر لن تكون بمنأى عن تطبيق قانون «جاستا» الاميركي سيئ السمعة، والذي يسمح لعائلات قرابة 3 آلاف ضحية من ضحايا 11 سبتمبر وتفجيرات برجي التجارة بمقاضاة المملكة العربية السعودية باعتبار ان الـ 19 متهما الذين نسبت اليهم المأساة بينهم 15 يحملون الجنسية السعودية، ولكن هناك 4 من 4 جنسيات اخرى هم: مغربي ولبناني واماراتي.. ومصري هو محمد عطا، ودون الدخول في نظريات.. وتنظيرات: من المسؤول الحقيقي عن الهجمات؟ .. ومن دبر ومن خطط ومن استفاد؟ فإن القانون «سيئ السمعة» يدخل هو نفسه في إطار تجاوز سيادة الدول واستقلالها السياسي والديبلوماسي، ويصلح للاستخدام ـ بامتياز ـ كأداة لابتزاز الدول الخمس ـ ومنها مصر طبعا ـ وقتما اراد وكيفما اراد مستخدمو هذا القانون، ويكفي ان يصدر اي «قاض» اميركي في اصغر مدينة حكما بمصادرة ودائع واموال واصول واستثمارات أي من الدول الخمس ليقع المحظور.
وتنص المادة السادسة من القانون على: «مثول المتضررين من الهجمات الارهابية داخل الولايات المتحدة امام النظام القضائي ورفع قضايا مدنية ضد الاشخاص او الجهات او الدول التي قامت بتقديم دعم مباشر او غير مباشر لأشخاص او منظمات تعتبر مسؤولة عن الاصابات او الأضرار التي لحقت بالمتضررين».
الخبراء في بلاد العم سام أكدوا ان باب التعويضات الذي فتحه هذا القانون قد يقضي بالحكم بتعويض يتجاوز 3 تريليونات دولار، مما يدخل السعودية والامارات ومصر ولبنان والمغرب في مرحلة «غريبة» من العلاقات مع واشنطن.
ودعونا نقفز الى ما جاء في محاضرة لمدير المخابرات الأميركية السابق جيمس ويليس في جامعة اوكسفورد البريطانية عام 2003 والتي المح فيها الى ان: «العراق هو هدف تكتيكي، والسعودية هدف استراتيجي .. ومصر هي الجائزة الكبرى».
فهل التعويضات وقانون «جاستا» ليسا الهدف بل الوسيلة؟ أعتقد ان علينا جميعا كدول عربية معنية بالقانون مباشرة أن نتكاتف في مواجهته ومواجهة اي تحركات مماثلة تستهدف «استقلالنا» واستقلال قراراتنا وفقا للمصالح الواضحة لكل دولة ذات استقلال وسيادة، وفيما يتعلق بمصر فبالتأكيد لن تكون «جائزة كبرى» لأي أحد، ومهما قيل عن دخول العلاقات المصرية ـ السعودية في مرحلة «غير مريحة» فذلك مردود عليه باستحالة التطابق الكامل في وجهات نظر الدول ومصالحها، وهناك دائما وجهات نظر، لكن تبقى العلاقات الاستراتيجية بين البلدين قوية ومتينة لانهما تعرفان جيدا حتمية ان تبقى كذلك لمصلحة الطرفين.
وأدعو الله ان «يهدي» بعض الاعلاميين «قصيري النظر» وان يبعدهم عن ممارسة ما يبدعون فيه.. الا وهو «وصلات الردح» وإفساد العلاقات دون وعي او حصافة او تمييز.
وحفظ الله مصر وأهلها من كل سوء