طيب!!! 

.. هل تعود «الروح»؟
.. أعود «لفعل» الكتابة بعد توقف سنوي «إرادي» يتعلق بالسفر الى الجانب الآخر من الأرض، وما يتخلله من فحوصات طبية ـ عافاكم الله جميعا ـ كما أنها فرصة متجددة لوقفة مع الذات، وإعادة ترتيب الأوراق، وتنقيح للأفكار، وتأصيل للقناعات، واطلاع على ما يجري في بلاد سبقتنا كثيرا وعلينا دراسة تجاربها واستخلاص ما يناسبنا.. إذا «قررنا» اللحاق بالركب.
.. أشكر كل من افتقد زاوية «طيب!!!»، وكلّف نفسه عناء السؤال والاستفسار عن الغياب وأعده بأنني على العهد باق.
.. وأعتذر لمن «فرح» بالغياب، و«سعد» بالاختفاء الإرادي ـ غير القسري ـ ولا أعلم لماذا يتحمل عناء قراءة ما يعلم مسبقا انه ضد قناعاته!! فليتحمل او يرحل!! فقد عدنا.. شاء أم أبى،.. فرح أم ابتأس!!
.. واكبت العودة «لفعل» الكتابة أجواء الذكرى الـ 43 لانتصار اكتوبر المجيد، نصر مصر والعرب الأوحد والأغلى في تاريخهم المعاصر والحديث، ذلك النصر العزيز الذي ما كان له أن يحدث دون تأييد الله عز وجل لنا، ودون «روح أكتوبر» التي وحدت راية العرب، في تظاهرة «وحدة» نادرة من المحيط الهادر إلى الخليج الهادئ، ومن المغرب وتونس والجزائر وليبيا إلى السعودية والكويت والإمارات، وحتى إيران!
تلك «الروح» التي جمعت الملك فيصل والرئيس بومدين وشاه إيران والقذافي والأسد، وباقي الزعماء لعزف نشيد النصر، رغم اختلاف المصالح، وتقاطع السياسات.
.. «روح أكتوبر» التي هبطت بمعدلات الجرائم في مصر إلى أدنى مستوى لها وقتها، هي نفس الروح التي نحن جميعا في امس الحاجة إلى سريانها في أوصالنا فورا ودون إبطاء حتى نتمكن من النهوض بمصرنا «الجريحة»، لنضعها في مكانها الطبيعي، ومكانتها التي تستحقها، قلبا للعروبة، وقاطرة للعرب وشقيقة كبرى للجميع.
.. كم هو مؤلم أن تمر ذكرى نصر اكتوبر وشقيقتنا سورية تعاني وأشقاؤنا هناك يذبحون، وحلب الشهباء تسرلبت بدماء الشهداء، والعراق «الحزين» ينظر بحسرة إلى القوات التركية على أراضي الموصل، والإيرانية وهي تشارك في تحرير أراضيه من «داعش» صنيعة «الشيطان الأكبر»، وليبيا الحبيبة تعاني حربا أهلية ندعو الله أن تنتهي بعد أن تحولت أرضها الطاهرة مرتعا للمرتزقة والإرهابيين ومسرحا لحروب المخابرات.
.. والسودان أصبح «سودانين».. ولبنان الأخضر بلا رئيس منذ سنوات.. و.. و.. ولا نملك إلا الدعاء لله أن يعيد إلينا «روح اكتوبر» مصريين وعربا، لنتمكن من «عبور» جديد، لا يقل تحديا عن عبور اكتوبر 1973 ونقدر على تحطيم عوائق لا تقل صعوبة عن خط بارليف، وخوض معركة إعادة بناء الإنسان المصري والعربي، ذلك «الإنسان» الذي من دون النهوض بـ «إنسانيته» سنظل كما نحن!
وحفظ الله مصر واأهلها من كل سوء.