-أجب عن هذه الاسئله أو "فككك من الفكه أو فككك منا"!!-بقلم: محمود الشربينى
---------------------------------------------------------
قبل القراءة :أكتب اليك بدمى لابقلمى ياسيادة الرئيس...
لست مستاءً أو متحفظاً أو متعجباً من إفطار الرئيس مع عائله مصرية بسيطة، إفطاراً شعبيا حتى لوكان تحت بريق الكاميرات فالأفضل لنا أن نراه يفطرمع هؤلاء الاهل والأحباب لاأن نراه يفطر مع نجيب ساويرس أو يتعشي مع ابو العينين أو أمثالهما من الاغنياء . وأذكر أن الرئيس عبد الناصر فعلها كثيرا مع بسطاء مصر ، وإن كانت (أَليّقْ) عليه لسبب موضوعى بسيط هو ان الرئيس ناصر كان واضحاً فى إنحيازاته، وكان هؤلاء هم من إنحاز إليهم طوال تاريخه. فعلها ايضاً السادات ولانريد أن نحاسبه على النوايا لأن النوايا ليست من الأمور التى يتحكم فيها أو يعرفها البشر ( فالنيه محلها القلب والنبي محمد صلى الله عليه وسلم له مقولة رائعة خالدة: " هلا شققت عن قلبه".. والنوايا محلها القلب كما نعرف!
- وفعلها أيضا حسنى مبارك لكنه كان كما يظهر فى صوره يذهب الي هذه المناسبات وهو يعرف انها لاتعدو كونها زيارات بروتوكوليه ..  لا حياة فيها ولاروح، وحتى أنه لم يكن يهتم بتأثيرها على شعبيته .. فلم يكن يعبأ بذلك، فهو لايدخل انتخابات، ولا يخشي منافسات ،وكل خصومه كانوا معروفين .. حتى فاجأته يناير بخصوم جدد.
-أيضا انا مستعد ان اتفهم حديث الرئيس عن " الفكه".. وأن أتقبله وأن أرحب به كفكرة إنسانية مبتكرة، بل وأحييه على هذه الفكرة المبتكرة التى لخصها بكلمته " إدونى الفكه دي" ..حتى مع إن كلمة( فكه) ركيكة نسبياً كما وصفها صديق لى ، أرسلها لى مع بوستر " تندر" صادم.. ساخر.. ذلك أن الرئيس يعرف ان إجمالي مبالغ هذه "الفكه" سيكون  كبيراً جداً،  وانها لو جمعت يمكن أن تساعد فى  إقامة مشروعات صغيره للمحتاجين .. أو تبنى مدرسة او مستشفي أو دارا للايتام .
- اما الذي لست مستعداً له هو مايلى:
كيف تقنعنى ياسيادة الرئيس بإنك بحاجة "للفكه" المتبقية منى، وأن أعطيها لك برحابة صدر ، كونها يمكن ان تساعدك على بناء هذه المدارس أو المشافى أو تساعدك فى توفير مشروعات تخلق فرص عمل ، لمن تقول انكم لاتريدون ان تنسوهم ،فى حين أن الفساد يرتع ويلعب فى ربوع الوطن وهو فساد بالمليارات ،والمليارات أكثر بكثير من الفكة بالقطع!
- حينما تريد أن تقنعنى بأنك تهتم بالاستفادة من " قروشنا" القليلة ، المتبقية منا " فكة" ، وتقنعنى بأنك قادر على استثمارها يجب أن تدعنى أسال سيادتك : أليس الأجدر بك  وبحكومتك ياسيادة الرئيس ملاحقة الفاسدين ، و تجفيف ينابيع الفساد ووقف  انهار الاعتداءات على المال العام.. لأنها توفر مليارات للدولة بأكثر بكثير جدا مماتوفره وتقدمه لك هذه الفكه التى تتطلع إليها ؟ 
- أليس غريباً إلى حد الصدمة أنه لم يصدر عنك أى تصريح او كلمة واحدة أو اجراء واحد حاسم  وصارم ، يقطع يقينا بملاحقة الفاسدين ملاحقة شرسة !-كنت اتوقع منك كجنرال صلب وصلد أن تقول لنا : سنلاحقهم أولاً  بالقانون، ثم إذا ثبت قضائياً فسادهم سنشقهم فى ميادين التحرير فى مصر .. ونجرسهم  شر تجريس ،ونقول لهم: " من ده بكره بقرشين"!حتى فضيحة صوامع القمح لم تزلزل كيانك، وبطلها وزير كان محل ثقتك لأعوام!! لم تتوعده وامثاله بالويل والثبور وعظائم الأمور.. وكان أحرى بك أن تفعل حتى نؤمن بدعوتك . كان عليك ان تحقق فى تقرير هشام جنينه ، دعونا  من انه ممكن ان يكون فاسداً او موتوراً أو أو الخ .. فقد كان لديك "وقائع" كان يمكن أن تدلك على طريق قد يكون صحيحاً إذا تعقبناه واقتفينا أثره ، لكبح جماح الفساد ! كانت فرصةً ذهبيةً  خلقها لنا "تقرير جنينه"، كان يمكن إهتبالها لكى تؤكد انك ترفض الفساد وأن الدولة لاتحمى الفاسدين وناهبى المال العام!
- كان يمكننا ان نصدقك ونتفاعل ملاييناً بشكل أكبر مع دعوتك ، ومع مقولتك، ومع فكرتك النبيلة ، لو أن ميزانيات بناء وتشييد وشق الطرق والجسور التى تقوم بها شركات، أو حتى تسند إدارتها إلى الجيش المصرى العظيم ، أعلنت على الملأ وعرف تفاصيلها القاصي والدانى!
-ماالذي يضيرك ونظام حكمك إذا قال  للناس صراحةً وبلا مواربة أن فلاناً فاسداً، او يتربح من منصبه ونفوذه! مالذي يمنعك من ان تسمح للاجهزه الرقابيه بأن تلاحق رجال الأعمال الذين يتربحون من تسقيع الاراضى ؟ ومن استلاب اراضى الطريق الصحراوي ، و إذاعة الشروط التى بموجبها حصل  الجيش على حق إدارة هذه  الطرق بعد أن قام بشقها وتشييدها؟
- ماالذي يمنعك من فتح قضية "الصناديق الخاصة" على الملأ.. لنعرف ابعادها ونعرف أباطرتها، وهى جرح نازف منذ زمن لم يفتح ويبدو أنه لن يفتح!
-لماذا لانعرف ونفتح ملفات الذين "سقعوا" الاراضي واستفادوا من تبويرها وبعد سنوات وبقرارات حكومية تم إدخالها فى "كردون المبانى".. وحقق المنتفعون منها والمستولون عليها بحق أو بغير حق ،أموالاً بالجملة لاتحصى ولاتعد؟
-لماذا لم نسمع عن ملاحقة أشخاص نافذين من عصر مبارك كاللواء راسخ وامثاله والذين تناولهم الاعلام ونظر القضاء - او لايزال ينظر فى قضايا- تتعلق بتربحهم  واستخدام نفوذهم ووضع أيديهم بطرقٍ ملتويةٍ على  ملايين الأفدنة  من الاراضي بأسعارٍ زهيدةٍ جدا ، وباعوها بالمليارات أو شيدوا عليها مشروعات سياحية ، حتى المياه والمرافق -من أسف - مازالت تقدم لها بالأسعار العادية؟ 
-سيادة الرئيس : نحبك كثيراً ونشفق عليك فى مهمتك الثقيلة ، لكن عندما تحدثنا عن  حاجتك إلى "الفكه" المتبقية منا، والتى نتركها مقابل اللبان وعلب الكبريت، يجب ان تقول لنا لماذا تبلغ رواتب افراد الشرطه17 مليارا من الجنيهات فى حين ان ميزانية  الوزارة كلها 24 مليارا؟! 
-حينما تريد ان تقنعنا  بنبل دعوتك - وهذا لايعنى تشكيكاً فى هذا النبل- عن حصولك على " فكتنا"  لدعم مشروعات للبسطاء .. عليك ان تقنعننا بانه لم يسبق أن سمحت الدولة  بإهدار ولو جنيه واحد فى مشروعات لم تكن جدواها الاقتصادية عالية ، أو مما يمكن أن يتحملها المواطنون البسطاء الآن مثل( العاصمة الادارية) التى تتكلف 45 مليارا من الدولارات.. فى حين لم تنشر علينا فضائياتك أو اذاعتك وصحافتك وسدنة  الاعلام الحالى ،تفاصيل هذه المشروعات ولمن أُسندت ولماذا سُحبت ممن أُسندت اليهم سابقا ،ومن هم الذين فازوا بمناقصاتها اليوم وكيف فازوا بها !
-كان واجبا ان تقنعنى أولا بأنك حميت المال العام ب( ايديك وسنانك) حتى أصدق أن دعوتك النبيلة لتحصيل ( الفكة) منا لن تكون دعوةً يتندرعليها البعض بحق أو بغير حق، حتى أن "مواطنه مثل مها الشربينى كتبت تعليقا يقول:  الناس طهقت وجيوبها نِضفِت.. هتعمل ايه تانى"!!
- طيب سوأل بسيط: كم منحتنا دول الخليج من الدولارات حتى اليوم وفيم أُنفقَت هذه الملايين؟ أليس هذا سؤال الشارع اليوم ؟ لماذا وماالذي يمنعكم من الإجابه عنه بشفافيه وصراحة ووضوح!
بعدما قرأت: سيدى الرئيس : أجب عن  هذه الاسئلة أولاً أو (فككك من الفكة .. أو حتى فككك منا)!
ملحوظة: الكاتب مصرى مغترب فى دولة الكويت. وليست له أى ميول دينية من أى نوع ، وليس من دعاة المصالحة مع الإخوان المجرمين.. وليس منتمياً لحزب سياسي فى الوقت الحالى ويكتب فى صحف ليبرالية عديدة. وممن يقدرون زعيم الامه الراحل طيب الذكر جمال عبد الناصر.