الاحداث المتلاحقة في مصر تجعلك تقف مشدوها.. سعيدا وحزينا.. فرحا ومغموما.. لكن الشعور السائد بوجه عام هو التفاؤل.. لان مصر القادمة يبدو انها مبشرة.. صحيح هناك ما يغم.. وهناك بعض القافزين على الثورة والناسبينها لانفسهم.. ومن يريدون اغتنام خلو الساحة.. لكن حتما مصر في عهدها الجديد ستكون افضل بعد مبارك.. وعلاء.. وجمال.. وسرور.. وزكريا.. وصفوت.. وفي الطريق السمسار النصاب والي وغيرهم الطويل والقصير.

الحدث الاكبر والاهم اليوم هو الامر بحبس الرئيس المتنحي مبارك ونجليه 15 يوما على ذمة التحقيقات.. ووصول جمال وعلاء بالفعل الى ليمان طره ومبارك في الطريق بعد تجاوزه ازمته الصحية.

الشعب المصري في عمومه بطبعه شعب متسامح وحنون وطيب.. يتغاضى عن الإساءة ويترفع عن الصغائر والكبائر ايضا.. وكأي مصري تأثرت عند سماع خبر تحويل الرئيس السابق الى الحبس ونجليه ايضا.. وتأثرت وانا اقرأ عن مثول (الهانم) للتحقيقات فيما يخص مكتبة الاسكندرية.

وقلت كما غيري سبحان المعز المذل.. يمهل ولا يهمل.. مصمصت شفاهي.. وارتسمت علامات الحزن على محياي.. لكني في المقابل تذكرت ما كان يحدث في مصر.. وكيف كنا جميعا نتألم في كل يوم ونحن نسمع الاخبار المحزنة.. فلان حدث له كذا وفلان حدث له كذا.. والمنطقة الواقعة في ذلك المكان حدث فيها كذا.. وقتل مصري في البلد كذا وسحل مصري في البلد كذا وجلد طبيب مصري في البلد كذا.. هذا غير ما نسمعه من العجب العجاب عن ما يتعرض له المنتمين للجماعات الاسلامية لمجرد انهم يصلون في المسجد.. وغيرهم كثر من الذين دعت امهاتهم عليهم فوقعوا بين يدي نظام الرئيس.

تذكرت كيف كنا نعيش في بلد البلطجة والكبير ياكل الصغير والغني يفتري على الفقير والنصاب والحرامي يتطاول ليأخذ حق المسالم الضعيف.. تذكرت كل الحوادث والمظالم التي كنا نراها وتعرض على شاشات التلفزة والرئيس واعوانه في غيبوبة.. قل ما تريد ونحن نفعل ما نشاء.

تذكرت كيف كان المسؤولين في مصر مهمومون بالنهب والاحتيال وجمع الثروة لدرجة انهم لم يلتفتوا حتى لاصغر المشاكل.. فلا وقت لديهم يضيعوه في عمل اي شيء مفيد او جميل او منصف او عادل.. الا ما رحم ربي طبعا.

تذكرت وانا اشاهد نجلي الرئيس وهما في طريقهما للسجن.. تلك الوجوه المضيئة من شهداء ثورة 25 يناير.. وكيف استبيحت دماء هؤلاء.. تذكرت دموع الامهات على ابنائهم.. وابتسامات ابناء الشهداء البريئة التي لا تعرف ما يخبئه لها القدر.

وضعت نفسي في موضع ابوالشهيد او اخوه او الشهيد نفسه.. ولم اكن انتظر اجابة.. لان الاجابة واضحة.. كل يوم قضاه مبارك وزمرته في حكم مصر يستحقوا عليه الاعدام.. كم من عوائل شردوا.. وكم من اعراض انتهكوا.. اولها عرض الامة والبلد والناس وعموم الشعب.

يستحق مبارك ما يحدث له.. ولا يستحق رأفة أو رحمة أو قلب حنون.. نعم نعتصر الما ولكن لكي نشفى علينا ان نبتر هذا الجزء المتمثل في مبارك واعوانه جميعا.. فهؤلاء باعوا مصر والتهوا في جمع الثروات ونهب الاراضي والخيرات فجعلونا نعيش في فقر وجهل واصبحنا في ذيل القائمة.. تتطاول علينا الدول والاشخاص.. واصبحت صفة المصري سبة.. اكل المستثمرين عفوا النصابين العرب والاجانب حقوقنا.. وونهبوا خيراتنا بعوى انهم يساعدوننا.. وهم في الاصل شركاء في الجريمة.

فلتذهب للجحيم يا مبارك وكل اتباعك.. ولينتقم منكم الله على ما فعلتوه بشعب مصر وأرض مصر.. وصدق المولى حين قال.. ( ولكم في القصاص حياة).. ولن نرضى الا بمحاكمة عادلة لمبارك.. لان العدل واضح وهو ان مبارك ومن معه اجرموا اجراما شديدا في حق الوطن والدين والانسانية كلها.