"إيه اللي رماك على ترامب"...؟!بقلم: محمود الشربينى -------------------------------------------------------- قبل أن نقرأ: مجرد سؤال: هل أميركا أرض المسلمين؟ هل هى دولة عربية ؟ هل هي دولة مسلمة؟ هل هى وطن أغلبيته مسلمة أو حتى عربية؟هل هي ولاية من الولايات التى حكمها المسلمون قبل ذلك ولنا فيها حقوق تاريخية؟ هل دونالد ترامب شقيق القرضاوي أو شيخ الأزهر ؟ هل هو اخ غير شقيق للبابا تواضروس ؟ هل هو قريب او نسيب لعائلات برهامى ومخيون ومجدي قرقر؟ ***************** كل جريمة دونالد ترامب أنه يهاجم المسلمين ويريد ممن يعيشون فى أميركا أن يلبسوا سواراً يميزهم يمكن للسلطات الأميركية بمقتضاه أن تتابعهم أو حتى تراقبهم ، بسبب مخاوفه من تطرف يهدد بلاده ! يعتبر دونالد ترامب أن الارهاب الذي يشن هجمات دمويه فى بلاده وفى أوربا يجب ان يواجه بأي إجراءات من شأنها حماية أميركا ودول أوربا ؟ بعد أن تزايدت الهجمات الدمويه من قبل متطرفين ينتمون إلى داعش والقاعدة وطالبان الخ ؟ ماذا فى ذلك؟ ماذا فى ذلك ؟ الرجل يري ان هذه الإجراءات كفيلة بحماية أميركا .. السنا - كعرب ومسلمين- نحمي بلادنا بأشكال أو بأخري؟ أليست تركيا تحرم علي صحفيين( نعم صحفيين مهنتهم القلم وسلاحهم القلم فقط؟!) دخولها وتعيدهم إلى دول أوربا التى جاءوا منها - وهي دول ديمقراطية- علي نفس الطائرات التي جاءوا علي متنها.. لمجرد أنهم يسخرون من رئيسها؟ ألا تمنع مصر دخول شخصيات بعينها من دول بعينها لخطورتها على الأمن القومي المصري مثل بعض الشخصيات الايرانية، والتابعين لفصائل المقاومة المسلحة فى أي بقعة من بقاع العالم؟ أليست دول الخليج تعيد العراقيين الذين إرتبطوا بنظام حزب البعث من حيث أتوا ؟أليست دول الخليج تحمي أمنها بفرض نظام الكفيل الذي بموجبه يستحيل على أي قادم من الخارج أن يجد له موطيء قدم أو فرصة دخول من أصله اليها ، سواء للعمل او لغيره؟ أليست دولة الكويت تمارس حقها وسيادتها على أراضيها وتضع قيوداً أمنية تمنع بعثيين ومشتغلين بالدين ومسيئين لآل بيت النبي من دخول أراضيها لإساءتهم لهم وحماية لوحدتها الوطنية ودرءاً لفتنه طائفية يمكن أن يشعلها رجل دين واحد يسب الصحابه وامهات المؤمنين؟ماذا نقول فى الإجراءات السيادية التى تفرضها أى دولة عربية مسلمة لحماية أمنها القومي فى تصورها ، بعيدا عن مدي إتفاقنا أو إختلافنا مع هذه الإجراءات والقوانين من عدمه! مالذي يفعله دونالد ترامب إذن؟ هل يطالب بمنع دخول المسلمين إلى بلاده ؟ هل يحظر عليهم العمل أو الإقامة أو التعليم ؟ كل ماهنالك أن الرجل يري أن هنالك متطرفون يمارسون الارهاب باسم الدين وأنه يريد أن يمنعهم من ذلك أو يحد منه أو يجد طريقة ما لمواجهتهم ؟ قد تكون حلول دونالد قاسية وقد تكون " عنصرية" أو ديكتاتورية.. قد تكون .. سلامٌ إذن على المسلمين ! اليسوا عنصريين فى التعامل مع غيرهم فى بلدانهم ؟ اليسوا عنصريين فى التعامل مع بعضهم البعض فى الدول العربية والإسلامية؟ مرة أخري نحن لانناقش مدي صواب هذا التعامل ولانقيمة ، ليست هذه السطور مجالاً لتقييم المسلمين والعرب ولكنها توضيح لممارساتنا حتى مع أنفسنا ، فنحن كعرب ومسلمين نماذج حية للتعامل العنصري ،ولننظر إلى الدول العربية والإسلامية الغنية كيف تتعامل - وكيف يتعامل كثير من أبناء شعبها- مع أشقائهم فى الدين والعروبة من الفقراء؟ ألا تتذكرون نبرات الإستعلاء التى سبق أن قرأنا عنها كثيراً، أثناء خلافات عدد من الدول العربيه المسلمة مع بعضها البعض ، خصوصا الدول الغنية تجاه الدول الفقيره أو المنهكة إقتصادياً؟ ألم تتعرض مصر كثيراً لمثل هذا الإستعلاء والنبرات العنصرية من حكام وشعوب دول عربية ومسلمة ؟ لماذا نكيل بمكيالين ؟ لماذا لانواجه انفسنا بحقائقنا قبل أن نصطدم بغيرنا عندما يواجهنا بحقيقتنا المُرَّهْ؟ أليست هذه حقائق نعرفها كلنا؟ ماقيمة أن تكون هيلارى كلينتون متسامحة وغير عنصرية وترفض بناء السور العازل بين الأميركيين وبين المسلمين وبينهم أميركيون مسلمون؟ هل منعت هيلاري كلينتون -وكانت وزيرة للخارجية الأميركية، وشاركت فى صنع القرار الأميركى فى الفترة الرئاسية الأولى لأوباما- الأذي وجدار العنصرية العازل بين الصهاينة والفلسطينيين؟ هل منعت دك غزة فى عمليات عسكرية عديدة واقتحامات دموية قامت بها قوات الاحتلال الصهيوني ؟ هل إنتصرت المرأة التى يروج لها على أنها ديمقراطية وسوية ورسول للسلام والتسامح لأي قيم عربية أو مسلمة؟ القيمة الوحيدة الخالدة فى تاريخها الأسود .. المشين .. هي إنتصارها لجماعة الإخوان "المسلمين".. بل المجرمين فى حقيقةالأمر . وعلينا ان نسأل سؤال دونالد ترامب نفسه : السؤال الخطير الذي سأله بوضوح.. ماذا كان يوجد فى الإيميل الشخصي للسيدة هيلارى كلينتون .. والذي تم حذفه وكفاية "ماجور" عليه.. إلى حد انه إندفع فى سابقةٍ خطيرةٍ و طلب أو تمنى على المخابرات "الروسية" أن تعمل على تعقب هذه الإيميلات وكشفها!! ماذا يعنى ذلك؟ يعنى أن "ترامب" يثق فى أن هذه الايميلات والتى يناهز عددها ال 30 ألف إيميل شخصى- بحسب تحديده- حذفت عمداً من قبل السلطات الاميركية الراغبة فى منح مقعد الرئاسة لهيلاري ؟ يعني هذا -إذا حدث -أن إتفاقات الولايات المتحدة مع جماعات الإرهاب باسم الإسلام وفى القلب منها الإخوان المجرمون تم " الطرمخة" عليها حماية لمصالح أميركية معينة وسوف يعمل ترامب على كشفها، أو على الأقل يهدد بفضحها والمتورطين فيها والذين تواطأوا مع "الاخوان" و"الشاطر" و(زوجة الشاطر) و"مرسي" و(زوجة مرسي وأولاده)، ضد الشعب المصري ! -أي مصلحة لنا إذن، كعرب ومسلمين مع هيلاري كلينتون ؟ بل وحتي مع دونالد ترامب ، عدا عن إحتمال كشف هذه الإيميلات المشبوهة؟ هذه إنتخابات أميركية كلا المرشحين فيها مرتبط أساساً بالكيان الصهيوني ،حتي أن كلينتون ( الرئيس الأسبق.. صاحب فضيحة مونيكا لوينسكى الشهيرة ذات الثوب الازرق إياه ، وصاحب السيجار الشهير المستخدم فى هذه العلاقة) يرتدي " دبوساً عبرياً تلقاه كهدية صهيونية فحرص علي أن يزين به حلته الأميركية !!مالذي نخسره كعرب ومسلمين إن فاز دونالد ترامب؟ مالذي سيقدمه لنا ؟ ليس لديه أي خطط لدعم القضايا العربية والاسلامية حتى القضية الفلسطينية ، فإن موقفه منها لن يكون أقل قبحاً من موقف كلينتون.. الرئيس والمرشحة؟! ليست لنا أي مصلحة إذا خسرت هيلاري ( وسوف تخسر يقيناً) أو كسب دونالد ترامب( وفوزه مؤكد) فهو إذا إكتشف خطط الديمقراطيين فى التعاون مع الإخوان المسلمين لن يبيعهم لنا ولن يشهر بهم عندنا ولن يقبض عليهم ويحيلهم الي العدالة الاميركيه، فساعة نجاحه سيكون قد حقق مآربه وانتهي الأمر ولاعزاء للعرب والمسلمين؟! بعدما قرأتم :حتماً دونالد ترامب رجل عنصرى، بدليل أنه يتوقف فقط عند إرهاب جماعات التأسلم فى الدول الإسلامية ، ولأنه مسيحى لم يفكر يوماً فى أن هنالك متطرفون على الجانبين ، الإسلامى والمسيحى ،مع أن الفريقين فيهما الأسوياء والمتطرفين معاً، وإن كان المتأسلمون هم الأعلى كعباً فى ممارساتهم المتطرفة ، فهذا لايعني أنه لايوجد مسيحيون متطرفون ومن هنا يمكن أن ننحي باللائمة بشدة على "ترامب" .. لكن فى النهاية يبقي أنه لافضل لهيلاري على ترامب .. " محدش أحسن من حد"..وإذا كان البعض سيتهمنا بالعنصرية وأننا ندعم بكلامنا هذا رجلا يهين المسلمين ويدمغهم بالتطرف والإرهاب ، فلن ندفن رؤسنا فى الرمال ، لسبب بسيط كما سبق أن دللنا وأكدنا .. وهو أننا كلنا " عنصريون".. عرباً ومسلمون.. مسيحيون ويهوداً.. ومن ملل ونحل وطوائف أخري .. كلنا عنصريون .. مصريون وغير مصريين .. وحتى إذا كنا مخطئين فالمثل العامى المصرى الأشهر يفسر كل شيء إذ يقول بحسم وموضوعية وببلاغة: " إيه اللى رماك على ( ترامب)؟ قال اللى ( هيلارى) أَمَّرْ منه!!