جحيم...
بقلم/اسامة ابوزيد
كانت اخطاؤه كثيرة وصوته يخلو من الجمال. لا يحمل اي عنصر من عناصر الجذب والاستمتاع. انقطعت الكهرباء وتوقفت المراوح فور انتهائهم من صلاة العشاء. تجاوزت درجات الحرارة الاربعين.اسرع عامل المسجد الى تشغيل مروحة صغيرة ببطارية سيارة ووضعها في المحراب. قاموا لصلاة التراويح. أطال في قراءته حتى ظنوا انه لن ينتهي.
في الصف الاخير بدأ يتململ. راح جسده السمين يتأرجح كبندول ساعة الحائط. سال عرقه بغزارة. طفق يمسحه بكم جلبابه الواسع. ضاق صدره. احتبست انفاسه.
مازال في المحراب يواصل قراءته: (أولئك اصحاب الجحيم). هز صوته الاجش القادم من الخلف ارجاء المسجد: جحيم لما ياخدك يا شيخ. اطبق الصمت لحظات. تكوم على الارض محدثا جلبة. انكب عليه مصلون يجاورونه. نقلوه بسرعة الى الهواء الطلق. مازال في المحراب يواصل قراءته...