مسئولية من ياسيادة الرئيس؟- بقلم : محمود الشربينى
--------------------------------------------------------
قبل أن نقرأ:  رد الرئيس عبد الفتاح السيسي، على المشككين في مشروع المليون ونصف مليون فدان، قائلاً: «ليه نتصدى لموضوعات مش ملمين بتفاصيلها، ولم نطلع على الإجراءات التي صاحبت المشروع».
وأضاف في حواره  مع  أسامة كمال: «وفرنا للمشروع مياه تكفي 100 عام، وزارتا الزراعة والري وأجهزة الدولة شغالة على المشروع من بدري، وراعينا تحديات نقص المياه، 80 % من المشروع يعتمد على المياه الجوفية، والباقي على المياه السطحية».وحول إمكانية عودة مصر مجتمعاً زراعياً، قال: «إن كان عندي فرصة ليه معملش، عندي مياه وأرض خصبة، لازم أستغلها».مؤكداً أن الدولة تمتلك الجدوى من المشروع والمياه الجوفية، ولا يمكن التراخي عن تنفيذ الأهداف والتوقف عن العمل لمجرد التشكيك دون أي براهين.
******************
 الرئيس لم يجب على ملاحظة أسامه كمال عندما علق على إجابة الرئيس بسؤال عن امكانية أن يحصل الاعلاميون بشفافية على المعلومات من الجهات المختصه، وهل هناك أحد أو مختص  فى  وزارة الزراعة  يمكن ان يقدم لهم المعلومات إذا طلبوها ؟!
هنا نحن أمام إشكالية كبيرة فى الموضوع ! لاتزال الاشكالية قائمة رغم نقد البعض ممن وصفوا بالخبراء لجدوى المشروع ، وحول عدم القدره على توفير المياه اللازمه له، بل وأكثر من ذلك .. لقد إعتبر أحدهم وهو الدكتور محمود عماره أن استخدام مياه الابار الجوفيه لتوفير المياه اللازمه للمشروع نوعا من الهدر للمياه التى سنحتاجها لاجل توفير كوب مياه للشرب فى ظل بناء أثيوبيا لسد النهضة ( 48% من أعمال المشروع فقط هى التى  انتهت، ونعانى الان شح المياه ،فماذا سيحدث عندما ينتهون من  تركيب المحابس على السدود التى يزمعون انشائها؟)
بصرف النظر عن كلام الخبراء، السؤال هو: ماذا فعلت الدوله والحكومه الرشيدة لتبديد المخاوف التى يثيرها المشككون الذين تحدث عنهم الرئيس؟ ماذا فعلت فى مواجهة الحديث الذي تناثر رماده وحريقه هنا وهناك ، وكما يقول الرئيس فى ظل " تصدى (هؤلاء المشككين)لموضوعات "مش ملمين بتفاصيلها، ولم تطلع على الإجراءات التي صاحبت المشروع"؟! بوضوح لم يحدث إن فعل أحد شيئاً لتبديد هذه المخاوف وهذاالتشكيك .. لم يكن هناك سوى تصدى الرئيس لهؤلاء ورده عليهم فى تصريحات أو خطب تليفزيونيه، لاتعنى الا ان الرئيس يأخذ المشروع على عاتقه، وأن يكون هو المسئول الأول عنه،وتلك هى الاجابه الوحيده التى يجب ان نهديها للدكتور عماره عندما يتساءل صارخا: نحاسب من إذا ثبت أن المشروع " فنكوش"!وليس وحده ( عماره) من صك هذا الوصف فنادر نور الدين استخدمه كذلك!)
لانستطيع فى ظل " عدم إلمامنا بالمشروع" أن نتصدى له نقداً أو تأييداً- كما يوجهنا السيد الرئيس.. لكن مانستطيعة هو أن نتساءل: هل فى مثل هذه المشروعات الكبرى يمكننا فقط أن نطمئن إلى جدوى المشروعات وإلى حسن قيام الوزراء بمسئولياتهم بكلام للسيد الرئيس؟ ألم يتحدث معنا حسنى مبارك- مع الفارق بين السيسي ومبارك طبعاً-  عشرات المرات عن مشروع توشكى وجدواه وباصرار شديد حتى ثبت انه " فنكوش" وحتى اكتشفنا خديعة الدكتور الجنزورى وأوهامه التى بنى عليها المشروع ، متحدياً كلام الخبراء ودراساتهم؟
ماأريد أن أقوله أننى لا أستطيع أن أقول أى تعقيب على كلام الرئيس بشأن   المشروع وجدواه والدراسات التى تأكد له انها تمت منذ سنتين ، والتى قامت عليها وزارت الاشغال والزراعة وغيرها .. لكن هذه المعلومات التى توافرت للسيد الرئيس لم تتوافر لغيره .. وهنا يثور السؤال أو الاسئله: لماذا ؟ لماذا ياسيادة الرئيس ؟ لماذا انت وحدك الذى تتصدى للمشروع .. وتواجه الرأي العام ؟ لماذا لم تتحرك الجهات المسئولة عن مشروع ضخم كهذا( يعتمد  المشروع بنسبة 88.5 % على المياة الجوفية باجمالى 5114 بئر جوفى و11.5% لمياة النيل  ، كما تم تحديد نوعية المحاصيل التي يمكن زراعتها في كل منطقة بحسب ظروف المناخ والتربة والمياه وحظر زراعة المحاصيل الشرهة لاستهلاك المياة) .
 يجدر بالذكر أيضاً أن وزير الري  السابق سبق أن قال بأننا أنفقنا 2.3 مليار جنيه لحفر 600 بئر في الصحراء، وأنه سينفق 12 مليار جنيه لاستكمال حفر باقي الآبار للمشروع!
مرةً أخرى لانعرف شيئاً عن المشروع سوى من الجبهه المعارضة له .. أما المؤيدين فهم لايمتلكون المعلومات ولا الأرقام التى يردون بها على إجتهادات المعارضين.. والذين يفندون كلام الوزراء والمسئولين .. فمن المسئول الاول عن نقص الشفافية والمعلومات المؤكده عن المشروع .. رغم أن المعارضين - وهم مصريون بالمناسبة ومختصون فى الحقيقة- لايمتلكون أيضاً كل المعلومات اللازمة ليضعوا أصابعهم فى عين الحكومة ، كما سبق أن فعلوا فى مشروع توشكى "بذات العشوائية، وبلا "رؤية" صرفنا 9 مليارات من 20 سنة.. والنتيجة: زرعنا 30 ألف فدان .. (فى هذه التوشكى التى شكونا منها ولانزال نشكو مرَّ  الشكوى)!فهل حاسبنا أحدا؟ هل عرفنا من المسؤول؟!-وعدا مابين القوسين الكبيرين .. فإن الجملة بتوقيع الدكتور محمد عمارة. اماالدكتور نادر نور الدين، أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة،فطالب  الرئيس عبد الفتاح السيسي، بوقف مشروع إستزراع المليون ونصف المليون فدان،مؤكداً أنَّ استغلال الآبار بشكل عشوائي دون دراسة علمية، يهدد مصر بخطر جفاف تلك الآبار، مشيرًا إلى أن المملكة العربية السعودية أعلنت فشلها بعدما اسرفت في استخدام الآبار لاستصلاح الأراضي!
وأكَّد أن تكلفة مشروع استصلاح 4 ملايين فدان يبلغ 240 مليار جنيه مصري، لافتًا إلى أنَّ تلك التكلفة ستسبب رفعاً شديداً للمديونية المصرية والتي تعدت التريليون جنيه.
هذه الآراء التى يطرحها الخبراء، والتى شنوا فى إطارها هجوما شديدا على وزير الرى السابق حسام مغازى، باعتباره صاحب "الورطة" ..لم تجد من يهتم  بالرد عليها من قبل الوزارة المعنيه.. ولا من المسئولين ، الذين ذهبوا وبقي التشكيك فى المشروع ومعارضة المعارضين؟ هل فكرت الحكومة فى اننا كشعب واحد نقتسم معاً  الحب واللقمه والوطنية والعيش المشترك والمستقبل أياكان .. أياً كان ..من حقنا ان نطمئن على مشروعاتنا وأموالنا ومياهنا التى أصبحت مهددة تهديداً حقيقياً فى عالم اليوم .. هل فتحوا " أضابير" مكتبهم أمام الخبراء والمتخصصين المعارضين ، وأعطوهم أهتماما وعناية ووقتاً وتقديرا لكونهم شركاء فى الوطن، لكى يبنوا آرائهم على أسس سليمة ؟ وربما مع المعلومات التى ينتقد الرئيس السيسي غيابها عنهم ، يبدلون أراءهم وينتقلوا من معسكر "الرافضه" إلى معسكر التأييد؟ هل أوفد التليفزيون المصرى بعثة من الاعلاميين والخبراء لروية المشروع على الطبيعة لربما غابت أشياء عنهم بددتها الزيارات على الطبيعة؟ هل قامت هيئة الاستعلامات بواجبها فى هذا الإطار واوفدت وفودا إعلاميه متخصصة من محررين متخصصين وكتاباً للوقوف على المشروع؟هل سمح للمجالس القوميه المتخصصة المعطلة عن أى بحث علمى أوعن أى دور للمشاركة فى كشف حقيقة المشروع من خلال المتخصصين فى البحث العلمى ؟ 
بعدما قرأتم: لا أشكك فى ردود الرئيس ولست أؤيد معسكر الرافضه للمشروع ، ولست أقف مع المؤيدين ، فبحسب قول الرئيس هناك نقص معلومات و عدم ( إلمام بكل التفاصيل!!؟) ولكنى اتساءل الان بعد كلام الرئيس فقط.. فقط مجرد سؤال : هذا ال( عدم المام بالتفاصيل) على من تقع مسئوليته؟! هل هناك مجال للاجابة وتدارك الأمر .. من أجل مصر؟