شخير...
بقلم/اسامة ابوزيد
في قريتهم والقرى المجاورة يشبه يوم الخميس عيدا صغيرا. يتصاعد دخان الخبيز فيغطي سماء البلدة كلها، وتنتشر رائحة الطبيخ في جميع النجوع والشوارع. يعود من حقله بعد نهار شاق مطمئنا الى غدوة دسمة. في يوم الجمعة يتناولون بقية لحم الخميس وطبيخه. لم يكن يحب السبت. فطعامه لا يتجاوز القليل من العسل الاسود والجبنة القديمة والبصل فلا يشعر بالشبع. ينهض ومازال الجوع يسكن امعاءه.
في الاونة الاخيرة اضاف الى اعبائها الكثيرة مثل الاعتناء بالصغار وخدمة الدار ومساعدته في الحقل احيانا، تربية الدجاج والبط والارانب للانتفاع ببيضها ولحومها. انهكتها الاعباء التي لاتنتهي. ومجرد ادائها صلاة العشاء تستغرق في نوم عميق. ينظر اليها وقد علا شخيرها فيتذكر يوم السبت فيشيح بوجهه الى الجانب الاخر. يرتدي جلبابه بهدوء ويتجه الى دكانة بائعة السجائر. عندها يتجمعون ويحلو السهر...