ليست حقيقة.. بل " شُبِهَ لهم" !!- بقلم : محمود الشربينى
------------------------------------------------------
قبل أن تقرأوا: .. ولكى نفهم قبل أن نقرأ لابد لنا أن نتساءل: لماذا قام الشيخ "أحمدالطيب" بزيارة  "البابا فرانسيس" فى ال&<700;اتيكان؟ وهل كانت الزيارة ناجعه فى تجسير الفجوات بين الأسلام والمسيحيه ؟ وهل قربت بين اتباع الديانتين؟ أم أنها كانت زياره بروتوكوليه  لتبويس اللحى على الطريقة الخليجيه و لاستثمار الصور تحت وهج الكاميرات وبريق التليفزيونات؟!
******************************
تبدو مقولة مصطفى مشهور( مرشد عام الإخوان الراحل .. تذكرونه طبعاً) مقولة كاشفة ولاتزال لها رصيد كبير فى أدبيات الإخوان: "الأقباط يجب أن يدفعوا الجزية وهم صاغرون"! .. ولذلك فإن أى إستثمار من جانب إخوة الشيطان  فى نقد الدوله المصرية ، على إثر ماجرى فى قرية "الكرم" التابعه لمحافظة المنيا هو محاولة فاشلة للهجوم على نظام الحكم " من باب لاتعايرنى ولا أعايرك .." الهَمْ ( الفضيحه فى واقع الأمر) طايلنى وطايلك"!لذا لاتصدقوا إخوان الشياطين عندما ينقدون الحكم الآن بمسئوليته عن ماجرى .. فهم انفسهم كانوا فى السلطه وكانت ممارساتهم اسوأ وأشنع .. سواء مع الاقباط او الشيعه أو حتى السلفيين! 
تعالوا  ياإخوان الشياطين نعلمكم نحن كيف تنتقدون الدوله المصرية فى شأن ماجرى من فضيحه يندى لها الجبين ..نعم فضيحة تجريد سيده مسيحيه من ملابسها نكاية فيها وفي الأقباط فى تلك القريه التى إشتعلت بالفتنه كما اشتعلت بها قرى كثيرة من قبل!
فتاريخ الدولة المصرية فى التعامل مع مثل هذه الأحداث المُجْرِمَة  ، يندى له الجبين . فلم يسلم الأقباط فى أى عصر من الإرهاب والتطرف المذهبى.. وحتى فى عهد الرئيس ناصر ، وكان تقديره عالٍ للكنيسة المصرية، ففى العام الأخير من حكمه(1970) وقع حادث طائفي مقيت، في جبانة الأقباط باخميم قتل فيه مسيحي وأصيب العشرات. أما فى عصر السادات فقد تزايدت أعمال العنف والإرهاب ضد الأقباط على نحو مشين، أما فى عصر مبارك فالإحصائيات تحتاج صفحات لتعدادها وقراءة المؤلم فيها! حدث ولاحرج ..فأحداث الإعتداء على المسيحيين كانت  أضعافاً مضاعفة. بدأت بإختطاف مئات القاصرات.. وصولاً إلى جريمة حرق كنيسة القديسين .. ومابينهما محطات طائفية مؤلمه ، لم يفكر "مبارك" فى التوقف عندها مطلقاً حتى تفاقمت الاوضاع المزريه:قتل وذبح أقباط وحرق ممتلكات بالجمله. يتذكر الناس مذابح الكشح الأولى والثانيه وتهجير عائلات وشج رؤوس وتشريد أسر وتواطؤ الامن ونجاة الفاعلين من العقاب ، ومجالس تبويس اللحى وتطييب الخواطر بينما الفتن كامنة فى الصدور ..
لايختلف عصر الاخوانى مرسي عن سلفه .. "ففى عصره انتشرت على جدران الكنائس جمل سب وقذف وكراهية ضد البابا تواضروس والأقباط تتوعدهم بالقتل. الأمر الذى تم تنفيذه بالفعل بعد فض اعتصامى «رابعة والنهضة» وقد رصد الباحث سليمان شفيق أن عدد الحوادث التى وقعت للأقباط منذ 29 يوليو وحتى 3 أغسطس 31 حادثا ضد الأقباط فى دلجا بديرمواس، ونزلة عبيد، وملوى، وأبوقرقاص، ومغاغة، وقرى بنى أحمد الشرقية وريدة بالمنيا، وبورسعيد، والمنصورة، ونجع حمادى، وأسيوط، وسوهاج منها 17 حادث اعتداء على مواطنين أقباط و5 حوادث اعتداء على ممتلكات أقباط و5 اعتداءات على كنائس و4 حوادث اختطاف فى المنيا ونجع حمادى"( روزا اليوسف) .
وانتقد سليمان شفيق  حالة الصمت الحكومى والإعلامى ضد هذه الجرائم والتى وصلت لذروتها فى حادثة المطب الصناعى بقرية الدبيبة ببنى سويف والتى تم فيها حرق كنيسة الملاك ميخائيل بها ولكن يبدوأن هذه الحوادث كانت بروفة لما حدث بعد فض اعتصامات رابعة والنهضة، حيث انطلقت نار الكراهية لتحصد عددا كبيرا من كنائس الأقباط والتى اعتبرها البابا تواضروس فداء لمصر.
 الباحث مايكل فيكتور أحصى  أسماء بعض الكنائس التى تعرضت لنيران الإخوان : السيدة العذراء والأنبا إبرام - مارمينا حى أبوهلال قبلى المنيا- مارجرجس- سوهاج - المعمدانية مركز بنى مزار.السيدة العذراء، قرية النزلة،الفيوم. دير راهبات الراعى الصالح + المدرسة محافظة السويس كنيسة الآباء الفرنسيسكان بالسويس. جمعية أصدقاء الكتاب المقدس الفيوم . الأنبا ماكسيموس الإسكندرية.  الأمير تاوضروس الشطبى -  مارمرقص للأقباط الكاثوليك حى أبوهلال،المنيا الآباء اليسوعيين  المنيا- العذراء والأنباء إبرام. مارمرقص ومبنى الخدمات ، سوهاج . منزل أبونا أنجيليوس ملك راعى كنيسة العذراء والأنبا إبرام بدلجا مركز دير مواس محافظة المنيا «حرق المنزل بالكامل»..حرق 17 منزلا لأقباط بقرية دجلا مركز دير مواس محافظة المنيا وحاول أنصار المعزول اقتحام والاعتداء على بعض الكنائس هى: مارمرقص للأقباط الكاثوليك المنيا». كنيسة الآباء اليسوعيين المنيا». كنيسة السيدة العذراء شارع الجزارين المنيا «إنزال الصليب ومحاولة اقتحام وإشعال النيران». بازيليك سانت فاتيما بمصر الجديدة ». كما تم حرق أربعة كنائس بأسيوط ومنطقة قلته وخطف قس الكنيسة الأدفنتستية وزوجته، وغير ذلك مما يصل فى بعض البيانات إلى 50كنيسة !
يولول ويصرخ   بعض قيادات الإخوان اليوم وينددون ويحاولون استثمار حادثة تجريد السيده المسيحيه المسنه من ملابسها للوقيعه بين الاقباط والمسلمين، باعتبار أن الاقباط شركاء 30 يونيو.. ويتناسون أنهم أحرقوا وارهبوا الاقباط بل هم من صكوا عبارة "دفع الجزيه وهم صاغرون" و التى جرى بها لسان المرشد العام الراحل  "مصطفى  مشهور" فى تحدٍ سافر للجميع. 
من المشين أن تكون الاوضاع بعد الثوره المصريه على هذا النحو .. وبصفة خاصة بعد الثلاثين من يونيو .. فمن ذا الذي يصدق ان تحدث مثل هذه "التعريه" لمصر(يةٍ) فى الشارع!!إنه "العار"بوصف لعبد الرحيم على، بل عار وشَنارْ أيضاً.
كان المفكر القبطى الراحل وليم سليمان قلادة عندما يفسو ويحلل  مواقف وسلوكيات العنف من بعض غلاة المتعصبين من الاقباط، والصمت الشعبى الذي تواجه به هذه الأحداث"يقول أن نوعاً من تآكل الذاكره قد أصاب المجتمع المصرى" وبالفعل .. فلم يعد كثير من المسلمين يتعاملون مع اخوانهم الأقباط بمشاعر كالتى كانت تشير إلى رابط عنصر الامه المصريه الواحد من اقباط ومسلمين .. فقد طرحت مسألة حل وحرمة تهنئة الأقباط بالأعياد، ودخول بيوتهم والاستطعام من طعامهم وتناول شرابهم الخ فتاوى التحريم  الموبقات المزريات ! ووجدت الفتنه بين عنصر الامه طريقها الى الأدب والسينما والمسرح .. بحيث انه لم يعد ممكناً فى عالم السماوات المفتوحه والفضاء الالكترونى ان يبقي هناك وجود لرجل من نوعية محافظ المنيا.. الحالى!
هذا المحافظ يضلل الجماهير ويزعم أن مارآه الناس فى "الكرم".. ليس حقيقة وإنما شبه لهم .. وأن عيونهم زائغه وأنهم كانوا أمام حاوى أو لاعب ثلاث ورقات شاطر خدعهم وسألهم العصفوره فين ! كيف سمح لنفسه أن يضلل الناس وأن ينفى تجريد المرأه المسنه من ملابسها امام حشد من القريه وبقوة غاشمه قوامها ثلاثمائة رجل أوغرت صدرهم "الحقيقه" او "الشائعة" عن العلاقه الآثمه بين المسلمه والمسيحى!!
المحافظ الهمام استند الى انه فى حالات الحريق يخرج بعض الناس بقمصان النوم .. أعجبه هذا السيناريو التخيلى .. مع أن " الجيش ولواءاته لايعرفون الخيال"فخرج على الناس بهذا الكلام المضلل واضاف اليه أن "القضيه" فى طريقها الى الحل!
بعدأن قرأتم: قبل ان اطالبكم بالدعوه إلى إقالة هذا "اللواء" من منصبه.. فإننى أدعوكم للتأكد من أن القضية لن تنتهى عند هذا الحد! لماذا ؟ لأن إرادة الدوله منذ سبعينيات القرن الماضي تتعامل مع هذا الملف بطريقة مشينة ! هذا ملف ينضح ألماً وخزياً ..وبعض أجهزة الدوله تتعامل معه بأسلوب الاستغلال والتوظيف..والتواطؤ والتكسب! هذا ملف تريده "أجهزة" متفجراً ومشتعلاً.. ولو أحرقنا بناره!