أصل الفساد.. وبداية الإصلاح - بقلم: حسام فتحي
..«المحليات».. هي دائما وأبداً أصل الفساد، وبؤرة صنع الفاسدين، ومصنع تفريخ الإفساد، وأساس كل بناء معوّج، ومعمل كل منتجات تلويث الذمم.
اذا أردت تعريفا للفساد والإفساد والفسدة والفاسدين والمُفْسِدين والمُفسَدين.. فتأمل اوضاع «المحليات» أو «البلديات» كما يُطلق عليها في بعض الدول العربية.
..أكوام القمامة تملأ العيون، وتزكم الأنوف، وتسد مداخل المنازل على اصحابها، وتشكل أهرامات جديدة على جوانب الشوارع والحارات!! ..ابحث اذن عن فساد المحليات.
..العمارات الشاهقة تنهار على رؤوس سكانها لأن تراخيص انشائها 4 طوابق بينما ارتفعت في غفلة من الزمن الى 20 طابقا ويزيد!!
..ابحث عن فساد المحليات.
..الورش غير المرخصة ومصانع «بير السلم» تنتشر متحدية كل القواعد بين البيوت السكنية، ووسط الشقق والمناطق المختلفة!!
..ابحث عن فساد المحليات.
..«المحليات» هي الباب الملكي للعبور الى مجلس النواب، والسلم الصاعد الى كراسي البرلمان، ومع ذلك لا يهتم الشباب بخوض انتخابات المجالس المحلية، ويتركونها لـ«حيتان» تكلست على كراسيها، تنخر في اساس البلد كالطاعون، بل وتورث كراسيها لأبنائها، وتخرج «ألسنتها» لتغيظ الناظرين والمنتظرين والغاضبين، ولسان حالها يقول: موتوا بغيظكم، اخرجوا ثائرين أو اقبعوا شاخصين، او ادخلوا البرلمان فرحين، فطالما «المحليات» تحت سيطرتنا، فسنظل نحن الحاكمين.. الآمرين.. المسيطرين.
..في لبنان الشقيق فطن الشباب الى اهمية الانتخابات البلدية، فتراصوا وشكلوا الجبهات والحركات الشبابية، ونجحوا في أن يكون لهم حضور صاخب ونجاح ملحوظ في اختراق سيطرة الاحزاب على انتخابات البلديات، في اشارة واضحة الى حدوث تغير قادم وقوي يقوده الشباب مركزه البلديات.
وفي مصر المحروسة بدأ الشباب ينتبهون الى اهمية وخطورة ودور المجالس المحلية، وبدأوا - على استحياء - في تشكيل جماعات تحاول «مناطحة» ومغالبة «حيتان» المحليات، والحصول على موطئ قدم في «مملكة الفساد» بهدف تطهير بقعة صغيرة ربما تنطلق منها ثورة إصلاح.. آمين.
وهنا أدعو المصريين جميعاً الى مساندة الشباب والدماء الجديدة في معركتهم «غير المتكافئة» مع رعاة الفساد في المحليات.. لعل وعسى!!
وحفظ الله مصر وأهلها من كل سوء