كلنا مصر.. للطيران - بقلم: حسام فتحي
رحم الله ضحايا طائرة مصر للطيران.. وألهم أهلهم وأصدقاءهم الصبر.. هو قضاء الله وقدره فأينما تكونوا يدرككم الموت.. ولا تدري نفس بأي أرض تموت.
.. فاجعة سقوط الطائرة المصرية أحزنت العالم كله.. وآلمت المصريين أكثر.. فهناك «الوجع» الإنساني لفقد بشر بينهم الرضيع والطفل والشاب، وعائلات بأكملها وهناك «وجع» آخر يخص «مصر» التي احتملت وتتحمل ويبدو أنها ستتحمل أيضا الكثير من الألم في قادم الأيام.
وأيا كان سبب سقوط الطائرة، وسواء كان عملا إرهابيا خسيساً تتحمل مسؤوليته فرنسا، أو عطلا فنيا يرجع للصناعة أو الصيانة، أو خطأ بشريا، فإن مصر كلها ستدفع الثمن عندما تبدأ حملة التخلص من المسؤولية.. وإلقائها على كاهل شركة «مصر للطيران» بشكل أو بآخر، وهنا يبدأ الدور الوطني لكل مصري، وكل محب لمصر.
فخلال السنوات الأخيرة لا ينكر منصف أن الناقلة الوطنية قد طورت من نفسها - في حدود إمكانياتها - وقد شاءت الظروف الخاصة، والصحية، اضافة إلى طبيعة العمل أن تتعدد سفراتي بالطائرة بين مصر والكويت وتركيا وكندا والولايات المتحدة والإمارات، استخدمت خلالها طائرات تتبع خطوط طيران متنوعة، بعضها يتبع الدول التي توجه لي دعواتها، ولكن الباقي من الرحلات كان على طائرات «مصر للطيران» وبرغم حداثة وفخامة طائرات الخطوط الأخرى، وبرغم الكم الهائل لوسائل التسلية، والتنوع في الخدمات التي تقدمها طواقم الضيافة، ومع محدودية «الرفاهية» على طائرات مصر للطيران، مقارنة بخطوط تقدم للمسافر آلاف الأفلام، وألعاب التسلية، وكبائن النوم.. بل وحتى وضع «طباخ» على متن الطائرة وتزويدها بـ«دش» لزوم «الشاور» على المسافات الطويلة،.. رغم كل ذلك كان الشعور بالاطمئنان.. والأمان.. والسعادة التي تغمر الركاب عند الإقلاع والهبوط، يكاد يكون «حصريا» ومقصورا على مصر للطيران.
واليوم عندما تحاول «أجهزة ودول» أن تضرب اقتصاد مصر، وتستهدف «مصر للطيران» تحديداً، فعلينا جميعا الوقوف خلف شركتنا الوطنية في محنتها، ونعضدها في الحرب التي تشن عليها، ولم ننس اتهام كابتن رحلة نيويورك - القاهرة «جميل البطوطي» الذي اتهموه بأنه «انتحر» لمجرد أنه قال «توكلت على الله»!! عند الإقلاع؟!
كل الشكر للإخوة الأعزاء في دولة الإمارات العربية المتحدة الذين رفعوا شعارا واضحا «هنسافر على مصر للطيران» والأصدقاء والأشقاء في الكويت ودول أخرى، والذين أعلنوا تضامنهم «العملي» مع الناقل الوطني المصري الذي تتم محاربته من كل صوب،.. وأؤكد - بإذن الله - سأسافر الأسبوع المقبل على طائرة «مصر للطيران»، وأدعو كل المصريين والأشقاء لاستخدام طائرات الناقل الوطني المصري. أما «سي.إن.إن» التي «أوحت وألمحت» إلى احتمال انتحار الطيار.. فأقول لهم.. احترموا عقولنا قليلا.. واحترموا أنفسكم وتاريخكم.
وحفظ الله مصر وأهلها من كل سوء.