لعله خيراً يا أقباط مصر
.. كتب/ سعيد مندور
 أنا مواطن مصري ومسلم ولي الكثير من الأصدقاء الأقباط .. أصدقاء طفولة وأصدقاء دراسة وخدمة عسكرية ومجال وظيفي وأعتقد أنهم أصدقاء في كل مكان من حولي .. وهذه ليست كلمات أكتبها ولكنها حقيقة، وأعتقد أن الكثير من أبناء مصر المسلمين مثلي .. وعليه قمت بكتابة مقالتي هذه إلى إخواني وأصدقائي أقباط مصر .. وأقول لهم ( لعله خيراً ما حدث ) !! وأقول لقد توالت أحداث كثيرة لاضطهادكم وظهر هذا منذ أحداث الكشح .. القديسين .. وأخيراً الشهيدين، ورغم كل ما ظهر من خلال هذه الأحداث من ظلم ظاهر وقاهر، لا يرضى به المسلم قبل القبطي، ورغم كل هذا سأظل أقول ( لعله خيراً ) كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (الخير في أمتي إلى يوم الدين) وكما قال أيضاً (استوصوا بأقباط مصر خيراً فأنا لكم فيها نسباً وصهراً).. وأقول لقد عاشت مصر منذ أكثر من ثلاثين عاماً على أجندة الفتنة الطائفية والتي تأتي وتظهر علينا بين الحين والآخر بوجهها القبيح، ويظهر علينا وزيراً عتيداً ويقول أنها أيدي خارجية خفية، وبقوته وعبقرية عقله وجهازه .. يؤكد أنها أيدي خارجية تعبث في أمن الوطن، ومنا من كان يصدقه ومنا من كان لا يصدقه .. إلى أن جاءت ثورة 25 يناير ثورة الشرفاء والتي أظهرت الحق وكشفت عن الوجه الحقيقي لمعدن الشعب المصري ووحدته، ولم تظهر خلال الثورة بكل قوتها وعنفوانها أي خلل ولو بسيط في التركيبة السكانية أو المواطنة الحقيقية بين أفراد النسيج المصري الذي ارتوى من ماء نهر النيل، وسالت دمائه الذكية في صحراء مصر وفي الحروب بيننا وبين أعداء الدين والوطن، وسالت دماء الشهداء على أرض ميدان التحرير وفي ميادين الوطن المختلفة.. وعندما أسقطت الثورة النظام الفاسد والظالم وأيقن هذا النظام أنه لا رجعة له ولا قيامه له..
 فعاد إلى بث الفتنة الطائفية مرة أخرى.. وأزلامه قاموا بحرق وتدمير كنيسة الشهيدين بقرية صول التابعة لمركز أطفيح بمحافظة حلوان، هذه القرية البسيطة والتي شاهدنا رجالها وشبابها من أقباط ومسلمين يد واحدة والكل يأكل ويشرب وكأنهم أخوة من أب واحد.. فهذه هي مصر وهذه هي وحدتنا وحضارتنا بدون أزلام النظام الفاسد الظالم الذي ظلم ونهب وخرب كلي شيئ.. ولكن بوعي شبابنا المسلمين والأقباط سنبني مصرنا الحبيبة، وسنبني كنيسة الشهيدين وأقول ( لعله خيراُ ) وهذا ما قصدته في مقالتي هذه أن أشير إلى أن تبنى كنيسة مصرية بقرار من المجلس العسكري الأعلى للبلاد، وهذا شرف كبير لمن يعرف هذا المقام الرفيع.. وأن يصدر قرار كهكذا بعد أكثر من ثلاثين سنة منعت فيها بناء الكنائس، فهذا هو الخير الذي قصدته والخير كله. فهنيئاً لإخواننا الأقباط .. ووحدة الشعب بنسيجه القبطي والمسلم فهذا لهو ضربة قاضية لفلول النظام البائد والحاقد على الحرية.. فلنبني هذه الكنيسة على أحسن ما يرام دون انتقاص أي شيئ منها، وستكون أول كنيسة تبنى في عهد الحرية والكرامة المصرية.. وأتمنى أن تسمى ( كنيسة الحرية والإخاء ) كرمز من رموز تلاحم أبناء الثورة المباركة والتي احتضنها الجيش العظيم والتي شملت كل أطياف الشعب ونسيجه من رجال وشباب وأمهات وأطفال من المسلمين والأقباط. فلعله خيراً يا إخواني ويا أصدقائي.. وهنيئاً لكم بناء كنيسة ما بعد الحرية، وهنيئاً لنا ولكم الحرية، وستظل مصر قوية شامخة عظيمة بقوة أبنائها من مسلمين وأقباط وستبقى الوحدة الوطنية رغم أنف الحاقدين. وتحيا الحرية والإخاء