لقاء توفيق عكاشة مع السفير الإسرائيلى. بدا كأنه حجر أُلقى فى بركة آسنة. بركة العلاقات المصرية الإسرائيلية. فمازلنا بعد مرور عقود طويلة على معاهدة السلام وكأننا نتحاشى الأمر أو نخشاه. وكأننا لم نكن الند لهم فى الحرب. بل سبقناهم إلى السلام. فاستحق السادات جائزة نوبل للسلام. ثم اختبرنا أنفسنا على مستوى القطاع الخاص. نافسناهم. تفوقنا عليهم فى تصدير الحاصلات الزراعية.
اتهام توفيق عكاشة بالتطبيع. اتهام معلب. جاهز. سخيف. مثله مثل اتهامات كثيرة. فلول. أمنجى. رأسمالى. أمريكانى. لكن أقدم هذه الاتهامات هى المطبعاتى. هذه التهمة التى لم تفقد الكثير من بريقها. رغم كثرة استعمالها طوال ما يقرب من 40 سنة. وكأننا تنقصنا الثقة بأنفسنا حكومة وشعبا.
تم استخدامها بشكل سياسى. وغير سياسى. لإثارة الغبار أحيانا. لتشويه شخص ما أحيانا أخرى. للتغطية على قضايا المفترض أن تكون لها الأولوية. ربما يعزز هذا الفهم للحدث الأخير ما قاله توفيق عكاشة نفسه. إنه أبلغ أجهزة الأمن وحصل على موافقتها قبل لقاء السفير الإسرائيلى. ثم دعاه. استقبله فى منزله. عياناً بياناً. لم يَسْعَ لإخفاء شىء. بل العكس. قام بتصوير اللقاء بنفسه.
 
رد فعل عدد من النواب والإعلاميين. هو ذاته ما كان يحدث فى مثل هذه المناسبات. سيناريو متكرر. محفوظ. ممل بدرجة كبيرة. كثيراً ما أتساءل بينى وبين نفسى: لماذا نضيع وقتنا على هذا النحو؟ لماذا كل هذه الضجة؟ هل لننصرف عن القضايا الأهم؟ هل لإلهاء الرأى العام؟ إننا فعلا منزعجون لهذه الدرجة من لقاء عكاشة مع السفير الإسرائيلى الذى اعتمد أوراقه الرئيس السيسى قبلها مباشرة. هل نريد أن تظل إسرائيل الشماعة التى نعلق عليها فشلنا بعد كل هذه السنوات. وكل هذه التجارب. من الحرب للسلام. لا أتصور أننا مازلنا عند هذه النقطة. لم نبرح مكاننا. فإذا كنا نخاف من السلام إلى هذه الدرجة. فهذه مصيبة. وإن كنا نستغل عكاشة ومقابلته لتجنب نقاش قضايا أهم فهذه مصيبة أكبر