سألني صاحبي وهو مش اخواني خالص ، بالعكس ده من عاشقي 25 يناير و30 يونيو : ايه رأيك في السيسي؟ .. رديت : من ناحية ايه بالضبط ؟ .. قاللي دون ان يفكر : هو ديكتاتور؟ .. فاجأني سؤاله ولقيت نفسي بفكر شوية قبل ما ارد ، وبعد حوالي دقيقة وصاحبي فاكرني بهرب من السؤال قلت له : هو مش ديكتاتور ، بس حيبقى ديكتاتور.
هز صاحبي رأسه موافقا ومؤيدا رأيي وقال : غريبة .. كنت فاكرك حتجاوب اجابة تانية بما انك من أكثر مؤيدي السيسي.
قلت : ولا زلت على فكرة .. مش لأنه احسن رئيس في الدنيا ، لكن لأن بعد 30 يوينو ، مكنش حد غيره ممكن يحكم البلد.
رد : الحكاية دي محيراني جدا ، معقولة مصر يبقى فيها 100 مليون ، ونقول مفيش غيره؟
قلت : ما انا بقولك ، هو رئيس اللحظة التي حتّمت وجوده . بحيث الشعب ملقاش انسب منه للمرحلة دي ، وبعدين مش حنضحك على بعض ، محدش قدر يطيح بالإخوان غيره.
رد : وحركة تمرد راحت فين .. مش هى البداية الحقيقية اللي غارت بالإخوان؟
قلت : من السذاجة اننا نصدق ان 4 ولاد عملوا حركة تمرد وفي شهرين لموا توقيع 12 مليون .. حركة تمرد دي صناعة مخابراتية مفيش كلام ، ومش وحشة ابدا ، بالعكس حاجة جميلة ورائعة وكفاية انها نجحت ورمت رؤوس الاخوان في السجن.
قال : معنى كده ان الجيش كان مخطط فعلا انه يطيح بمرسي ، لكنه عايز ظهير شعبي وتأييد .. صح ولا غلط؟
قلت : صح طبعا ولو الشعب ماستجبش للحركة ، كان الجيش حيعمل انقلاب واضح وصريح ، بس لاحظ .. مكنش حيعمل كده عشان السيسي يبقى رئيس ، لكن عشان مصر متضعشي.
قال : طيب سيبنا من تمرد وخلينا في السيسي اللي انتي بعضمة لسانك قلت دلوقتي حيبقى ديكتاتور.
.. وسكت صاحبي .. فقلت : ايوه فين السؤال؟
رد : السؤال واضح ، على أى اساس شايف انه حيبقى ديكتاتور ، وليه متقلش انه اساسا ديكتاتور .. او ان عنده استعداد فطري بما انه راجل عسكري لهذه الديكتاتورية؟
قلت : انا معاك ، مفيش حد بيعمل من حد ديكتاتور لو ان هذا الحد معندوش استعداد انه يبقى .. بس المسألة ترجع للمحكوم مش الحاكم ، فحتى لو هو عنده جينات السيطرة والتجبّر ، ممكن الناس تهذّب الجينات دي وتعدلها ، فيتعدل الشخص نفسه.
قال : وانت شايف الناس عندها الاستعداد ده .. انها متخليش منه ديكتاتور؟
قلت : لأ .. الصراحة حلوة .. بالعكس .. هما عايزينه يبقى ديكتاتور.
قال : معقولة ، عايزين مبارك تاني .. نهار اسود .. ديكتاتورية 30 سنة ، ومش مستكفيين ، إيه .. أخدوا على كده ولا ده طبع لايمكن يغلب التطبع؟
قلت : لا طبع ولا تطبع .. لكن اسمح لي ، عدم إدراك وبلاش اقول جهل  ، الإعلام شغّال على طول ان مصر في خطر وان حدودنا مخترقة ، والارهاب مش عايز يبطل ، واللي بيموت هنا واللي بيموت هناك ، فمش وقته خالص دلوقتي ان الاقي واحد " فلحوص " طالع يهاجم النظام ومش عاجبه ان فلان ولا علان يترمي في السجن ، بسبب كلمة قالها ولا رسمة رسمها ، مش وقته خالص نجيب باسم يوسف ونسيبه يتريق على النظام والحكومة ، مش حينفع .. يمكن لمّا نستقر نبقى نشوف الكلام ده .. انما دلوقتي مستحيل.
قال : بس ده غلط .. وهي دي بالضبط حجة اى واحد عايز يبقى ديكتاتور .. مع ان الحقيقة ان مفيش أمور حتستقر الا لو سمعنا الصوت الأخر الُمُعارض ، وده ياسيدي الف باء السياسة ، ولا عندك كلام تاني ؟
قلت : طبعا معنديش غير اللي قلته ، واللي قلته واضح وضوح الشمس ، وحا الخص المسألة في الأتي : السيسي مش ديكتاتور ، بس عنده استعداد انه يبقى ، وهو شايف ان الاعلام بيطبل له وبيؤهله لأنه يبقى كذلك ، وهو " بلاش اقول سعيد بكده " بس مش معترض ، جاية على هواه ومزاجه ، وهو طبعا عارف ان في السجن مظاليم كتير ، بس بيتحجج بأنه ميقدرش يتدخل في عمل القضاء ، وعارف كمان ان مشايخ الازهر سبب خراب البلد ، فيقوم يطالبهم بتجديد الخطاب الديني ، يقوم المشايخ تصفق ، وميعملوش حاجة ، واذا قلت للرئيس انهم مش بيسمعوا كلامك يقوم يرد : ما انا قلت لهم مرة واتنين وتلاتة .. مش عايز أغلّس عليهم لايقولوا عليا ديكتاتور!
ضحك صاحبي وقاللي : اهي دي الحاجة الوحيدة اللي المفروض يبقى فيها ديكتاتور.
قلت : المسألة مش كده ، لو عايزه ديكتاتور مع الازهر يبقى ترضى به ديكتاتور في كل حاجة ، المسألة عايزة شوية عقل مش اكتر ، وعايزة تتوزن بميزان دقيق ، الكلمة يترد عليها بالكلمة .. مش تخرب الدنيا بفتواك ولما أجي ارد عليك تقوم تسجني .. دي متبقاش بلد ، ده يبقى كباريه ياصاحبي .. الرقّاصة ترقص واحنا سكرانين وصاحب الملهى هو اللي يقبض في الأخر.!!!