لم نك ابدا في اى وقت مضى بهذه الاخلاق المنحطة .. اتحدث عن البعض قطعا ولا أعمم ، فبدلا من ان تُخرج ثورتان أجمل مافينا ، نضح " باكابورت " عفن زكمت رائحته النتنة الانوف ، فصرنا نسمع ونرى ما لايمكن ان نصدقه مهما وصل بنا الخيال وجنح ، صرنا نسمع في الفضائيات الفاظ قذرة ، ليس من جمهور عادي ولكن من مذيعين ، راحوا يصفون حساباتهم الشخصية مع بعضهم على الهواء ودون اى حمرة خجل تكسو وجوههم ، فنرى مذيعا يسب مذيعا ويتوعده بفتح دفاتره القديمة ويعايره بأنه كان صاحب فلان وكان يمشي مع فلان ، وفاكر عندما قلت " كذا وكذا ولا تحب افكّرك " ، فيرد عليه الأخر دون استحياء : انا ايضا عندي لك " بلاوي سودا " واذا لم تصمت سوف انشر وأذيع.
حدث هذا بين اكثر من مذيعين مصريين في قناة هنا وقناة هناك ، وبمجرد ان يهدأ الاثنان هنا وهناك ويراجعا دفاترهما يتفقان على الخرس والتصالح ، فكل منهما يعرف حقيقة نفسه ويعرف انه اذا تعاملنا بالورقة والقلم ، فلن يجلس واحد منهما في مكانه وربما كان مصيره بين القضبان.
وعندما يكون هذا هو المناخ الاعلامي والعام بعد الثورتين " 25 – 30 " ، فلا غرابة ، بل من الغريب ان تصيبك الدهشة ، حينما نرى شابين من المفترض انهما يعيشان عيشة مرفهة ويركبان احدث الموديلات من السيارات ، يذهب بهما خيالهما المريض المراهق الى السخرية المقيتة من رجال الشرطة البسطاء بإهدائهم " بالونات " مكتوب عليها " من الشعب المصري الى الشرطة في عيدها يوم 25 يناير " ، ويسعد الجنود البسطاء بالهدية متوهمين عن خطأ بأن الاخلاق المصرية لاتزال بخير ، فإذا بهم يكتشفون ان هذه البالونات ماهى الا " اوقية ذكورية " ، نعرف جميعا ماهي والغرض من استخدامها ، لتقوم الدنيا ولا تقعد حتى اللحظة ، وفيما اراد المراهقان من إحداث ردة فعل بعينيها ، حدث العكس تماما ، فبدلا من استعذاب هذه الفعلة المشينة ، حدث العكس تماما ، حتى من هم ضد الشرطة وأفعالها ، انقلبوا الى الضد فوجدوا انفسهم متعاطفين مع من تمت السخرية منهم والاستهزاء بهم ، وتوالت الطعنات على اثنين مراهقين ، يستحقون عن جد التحقيق معهم واعادة تربيتهم من جديد.
شىء مقزز وسفيه ان يصل بنا الحال الى هذه الدرجة المؤسفة ، وينتهي الامر بمجرد : معلش .. سوري .. مش حاعمل كده تاني.
عيب ومليون عيب .. ماحدث وما سوف يحدث.