هكذا نكون عندما نبدأ فى حوار صغير دار بينى وبين احد اصدقائى عن تلك الغربه التى نحيا فيها والى متى ستستمر هذه الحياه هكذا ونحن بعيدين عن اسرنا وقال فيما قال انه اذا استطاع ان يقيم الشخص منا مشروعا صغيرا فى بلده يعينه على اعباء الحياه ويكون بديلا ناجحا عن تلك الغربه لكان انهى غربته على الفور وهنا توقفت وظللت لحظه شاردا مفكرا ثم فجاه سألته كم من المال تحتاج كى تقوم بمثل هذا المشروع الصغير الذى ترجوه فقال لى رقم معين فقلت ما اسهل تحصيل هذا المبلغ فانت و فى غضون فتره قصيره تستطيع ان تدخره من غربتك ولكن هل فعلا المشكله فى وجود هذا المبلغ؟؟
وهنا ياتى ما اريد ان اقوله فى هذا المقام والمقال فالمشكله فى رائى (الذى بالطبع يحتمل الصواب والخطأ ) ليس فى وجود راس المال وان كان هذا من اساسيات الامر ولكن المشكله الحقيقيه هى ثقافه الفرد نفسه بمعنى اننا ومن على شاكلتنا او من نفس شريحتنا هل لدينا ثقافه العمل الحر؟ هل لدينا ثقافه اهميه اقامه المشروعات الصغيره والاعتماد عليها كمصدر هام ورئيسى فى دخل الفرد منا؟ والأهم من هذا هل حاولنا ان نتعلم ونستغل اوقات فرغنا وما اكثرها هنا فى الغربه فى ان نقراء عن كيف تقوم وتتم مثل هذه المشروعات الصغيره هل ذهبنا الى احدى مراكز التدريب وما اكثرها ففى بعض الدول فقط على سبيل المثال يوجد اكثر من 200 شركه تدريب( كما قال استاذنا الدكتور طارق سويدان فى برنامجه اعداد القاده )هل ذهبنا كى نتعلم ونتدرب ونفهم ام انها مجرد امنيات نطلقها هكذا وفقط ونقول نريد ونريد ونريد فماذا قدمت انت كى تحصل على ما تريد هل اجدنا كى نجد؟ هل زرعنا كى نحصد ؟
نعم لابد وان نقيم لنا مشروعا صغيرا يساعدنا على متطلبات الحياه نعم اوافق على هذا واؤمن به ليس لانه سيعود بالنفع علينا فقط بل وانه سيعود بالنفع على من حولنا ايضا وما اجمل ان ينفع الانسان من حوله ولكن لن يتحقق هذا بتمنى وانما بالتعلم والتدريب والفهم اولا ثم ناخذ الخطوه الاولى بجرئه حزره بالطبع وبدراسه صحيحه حتى ولو صغيره ثم التوفيق وعدم التوفيق نتركه لله رب العالمين بعد ان نكون اخذنا بالاسباب فليس هناك شئ مستحيل لابد وان نؤمن باننا( نعم نستطيع ) المهم ان نبدء اولا ولكن بالشكل الصحيح وهذا فى تقديرى يتم بأن يكون لدينا ثقافه العمل الحر اولا ثم التدريب والتعلم والفهم ثم اختيار النشاط المناسب للمكان والزمان و ان نعمل حساب الخساره قبل المكسب اذا حدثت لا قدر الله وان نعمل حساب كل شئ مثل التسويق المتابعه والصيانه و الدعايه اذا لزم الامر و النقل و التخزين وما شبه ذلك من امور ثم هناك امر اخر مهم وهو ان نمحوا من ثقفتنا ان العمل الحكومى هو الملاذ الاوحد والوحيد وان نفتش داخلنا عن تلك الطاقات المعطله والكامنه والخفيه ونخرجها ونكتشفها او نعيد اكتشافها ونوظفها فيما يمكن ان توظف فيه ثم نتعلم من اخطاء من سبقونا فى هذا الامر وللنظر الى الناجحين كيف كانوا وكيف اصبحوا نعم لم يحدث هذا فى ليله وضحها ولكن هكذا اصبحوا عندما بدأو بالشكل الصحيح ونحن ايضا من الممكن ان نكون عندما نبدأ المهم ان نبدأ بالشكل الصحيح ونجتهد فان لكل مجتهد نصيب وان نؤمن بعد ان نسلك الطريق الصحيح باننا ( نعم نستطيع )
بقلم : عادل عبد الستار .... ممرض بالطب النفسى