يصف حسن البنا، كبيرهم الذى علّمهم السحر، جماعته نصاً: «إن الإخوان دعوة سلفية، وطريقة سُنّية، وحقيقة صوفية، وهيئة سياسية، وجماعة رياضية، ورابطة علمية وثقافية، وشركة اقتصادية، وفكرة اجتماعية».
 
عند «شركة اقتصادية» يلزم التوقف قليلاً فى ضوء ما أعلنه المستشار عزت خميس، رئيس لجنة حصر وإدارة أموال جماعة الإخوان الإرهابية.
 
خمسة مليارات، هذا ما تم التحفظ عليه رسمياً، كم ملياراً لم يتم التحفظ عليه؟ منها ما تم تهريبه، ومنها ما تم غسله فى غسالات أصدقاء الجماعة الذين تعاونوا على خيانة للوطن فى أخطر عملية تخريب منظم للاقتصاد الوطنى، والتعمية على الاقتصاد الإخوانى الموازى.
 
تفريدة المليارات لا تصدمنا بالمطلق، ولكن تصدم المضحوك عليهم من شباب العائلات الإخوانية الفقيرة الذين يقتطعون من قوتهم الضرورى وقوت أولادهم جُعْلاً مالياً معلوماً شهرياً لخدمة الدعوة الإخوانية وليس الدعوة المحمدية، وليس لفقراء المسلمين والمساكين والغارمين، ولكن لقصور وفيلات وشقق الإخوة القياديين.
 
تخيل شاباً إخوانجياً دخله بالكاد يكفيه مثل عموم شباب المصريين، يدفع جُعْلاً شهرياً من قوت عياله لمن سجلت أرصدتهم المعلومة فقط، والمتحفظ عليها فقط، خمسة مليارات جنيه، وهو رقم يخص فقط 1370 إخوانياً، ورصيد هذه القيادات فى البنوك 154 مليوناً و758 ألف جنيه، و2 مليون و199 ألف دولار، و135 ألف يورو، و9 آلاف جنيه إسترلينى، كما تم التحفظ على 460 سيارة و318 فداناً.
 
الغفل، وعلى طريقة لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم، سيتفاجأون حتماً بأن عدد الجمعيات المتحفظ عليها 1125 جمعية، ورصيدها فى البنوك 20 مليوناً و87 ألف جنيه، و105 مدارس، ورصيدها 283 مليوناً و300 ألف، والتقييم المالى للمدارس 3 مليارات و505 ملايين جنيه، و43 مستشفى، والجمعية الطبية 27 فرعاً، وفرعان لمستشفى رابعة العدوية، ورصيدها 111 مليوناً و183 ألفاً، و62 شركة، الرصيد المتحفظ عليه لهذه الشركات 17 مليوناً و402 ألف، وتم التحفظ على 19 شركة صرافة، والرصيد 81 مليوناً و902 ألف جنيه.
 
مدارس لتحفيظ رسائل الإمام، ومستشفيات لا يؤمها إلا من كان إخواناً، ومكاتب صرافة للتجارة فى العملة وتجفيف السوق من الدولارات، وشركات سياحة وسفريات لتسفير الإرهابيين من أول تسفير مقاتلى الشيشان وحتى تهريب إرهابيى الإخوان، وشركات تصدير واستيراد متفجرات ومقاتلين عبر الأنفاق.
 
اهتبلوا الاقتصاد المصرى، واستباحوا القوانين الرخوة، وبلغوا فى إجرامهم أن يبرموا اتفاقاً بعشرة مليارات دولار مع الدولة الفارسية لتمكينهم من أخونة الجيش والشرطة وإنشاء الحرس الثورى الإخوانى، أذكر يوم لطم خيرت الشاطر «أبوسعد» الخدود، وأخذ يصرخ كالمجنون يوم تم تدمير أخطر وحدة للتجسس على المؤسسات المصرية فى الطابق الأخير من مقر الجماعة فى المقطم.
 
يومها أضرم العليمون بالأمور النار فى الطابق بالكامل فى عملية نوعية حوّلت وحدة التجسس المتقدمة إلى رماد تذروه الرياح، وكانت أول عملية اختراقية من نوعها لقلعة المقطم الحصينة، وتم الاستيلاء على أخطر التقارير الإخوانية التى كشفت الوجه القبيح لأخطر جماعة قررت احتلال الوطن فى لحظة توهان من أهله، استيقظ الجميع قبل أن تتمكن الثعالب العقورة من الذبيحة التى كانت ملقاة مبقورة البطن يسيل عليها لعاب المستذئبين.
 
عندما أطلقنا تعبير الإخوان ينفقون إنفاق من لا يخشى الفقر، قالوا إنما نحن فقراء إلى الله، وعندما كشفنا أن حجم أموال التنظيم السائلة بالمليارات فى أيدى متنفذى الجماعة، أمثال «خيرت الشاطر» و«حسن مالك» وصبيانهما، قالوا هذا من فضل ربى، وعندما قلنا إن تبرعات أعضاء الجماعة لا تجمع كل هذه المليارات، وتشفيط الحنفيات مايملاش قرب، قالوا يضاعف لمن يشاء، استحلوا الدين فى تجارة الحرام.. باعوا الوطن بضاعة.