بدون شك أن وزير الري، حسام المغاوري لديه حسن نية، سواء في الوصول إلى اتفاق مع إثيوبيا يثنيها عن التغوّل على حق مصر من مياه النيل بحكم بنائها سد النهضة.. أو بإعلانه عن اكتشاف «قديم» عن خزان جوفي يغطي 85% من مساحة مصر.. لكن للأسف حسن نية الوزير لا تستند إلى أي علم أو إلى أي مهارات تفاوضية مع أثيوبيا.
 
فحتى الآن هناك فشل كبير فى التفاوض مع اثيوبيا فى الوصول إلى أى حلول للحفاظ على حق مصر التاريخى فى مياه النيل.. ومنع «ضرر» سد النهضة بتأثيره على حصة مصر من المياه.
 
وضرر البلاد هي النقطة الرئيسية التي يجرى عليها التفاوض.. وربما تكون هي النقطة الأساسية في الشكوى إلى المنظمات الدولية، وعلى رأسها الأمم المتحدة؛ إذا تعثرت المفاوضات «والتي يبدو أنها في الطريق» بأن مصر ستضرر كثيرًا من بناء إثيوبيا سد النهضة وتشغيله، حيث ستتقلص حصة مصر من مياه النيل بأكثر من 20 مليار متر مكعب من المياه سنويًا.. وهو ما سيؤدي إلى تضرر المصريين، سواء في الزراعة أو في حياتهم.
 
لكن السيد وزير الري والمسؤول الأول في التفاوض مع إثيوبيا يرد أن يخرج نفسه من الفشل التفاوضي، خاصة في ظل التعتيم الحادث الآن، ويبحث عن مخرجًا لإشغال الناس عن أزمة سد النهضة.
 
ويا ليته وضع سيناريوهات بديلة للحصول على المياه في ظل التعنت الإثيوبي، ولكن وجد ضالته فيما يعرف لعلماء مصر ومراكز أبحاثها بالخزان النوبي، ليعتبره اكتشافه الجديد، ويفتخر أمام العالم أنه من أكتشافاته وأنه سيكفي مصر لمدة مائة عام.. وهو بذلك يعطي سببًا جديدًا لتعنت إثيوبيا في مفاوضات سد النهضة.. وكأن لسان حالهم يقول: «أنتم لديكم مياه جوفية تكفيكم لمدة مائة عام.. إذا فليس هناك ضرر من سد النهضة عليكم».
 
ولعلنا نرجع إلى تصريحات السيد وزير الرى لنرى كم الغث الذي يقوله: «إن الخزان الجوفي الذي تم اكتشافه في محافظة المنيا والذي يعد اكتشافًا جديدًا من مصادر المياه الجوفية في مصر يغطي 85% من مساحة مصر ويكفي البلاد لمدة مائة عام.
 
ولازلت هنا أعتقد بحسن نية الوزير ربما فى سعيد لإرضاء الشعب الذى بات أمر سد النهضة يؤرقه.. لكن حسن النية قائمة بدون أى منهجية أو علم ومن ثم يأت الفشل.
 
ولعل تلك التصريحات الضاحكة والكاذبة - التى أطلقها الوزير عن الخزان الجوفى أثار العلماء المصريين الذين اكتشفوا هذا الخزان منذ زمن - وليس من اكتشافات السد الوزير - وأزعجهم أن يصدر مثل تلك التصريحات بدون علم.. ولعل ما صدر عن نقابة العلميين يؤكد على ذلك وإليكم ما صدر عن النقابة فى هذا الأمر من فضح الوزير وتصريحاته.
 
بيان من شعبة الجيولوجيا بنقابة العلميين بخصوص تصريح السيد الدكتور وزير الرى بخصوص اكتشاف خزان جوفى للمياه.
 
طالعتنا الأخيار بإعلان للسيد وزير الرى باكتشافه خزان مياه جوفية باحتياطات كبيرة يكفى مصر لمدة تزيد عن 100 عام قادمة.
 
ومن منطلق حرصنا نحن مجلس إدارة شعبة الجيولويجا بنقابة العلميين والتى تمثل علماء وخبراء مصر العاملين فى مجال الجيولوجيا والمنوط بهم حساب الاحتياطات للثروات الطبيعية ومنها المياه الجوفية.. فقد تم عقد اجتماع للمجلس وتناقشنا فى هذا الأمر وقد رأينا أن نؤكد على النقاط الآتية.
 
1- الخزان الجوفى الذى يتحدث عنه سيادة الوزير معروف لجميع الباحثين والمشتغلين فى هذا القطاع من عشرات السنين وليس هذا اكتشافا جديدا.
 
2- حساب الاحتياطات لأى ثروة من الثروات تخضع لأسس وأكواد علمية لابد القيام بها حتى نتكلم عن احتياطات مؤكدة يمكن أن توضع لها الخطط والبرامج للاستفادة منها ولم يثبت طبقا لما سلف أن أعلنت أى دراسة علمية أو مشروع بحثى موثق أن مخزون المياه الجوفية المشار إليه يحتوى على احتياطات تكفى لمدة تزيد عن 100 عام.
 
3- وعندما نتحدث عن احتياطيات تكفى لابد أن نذكر.. تكفى ماذا؟.. وهل تكفى الأنشطة الزراعية والصناعية والبشرية القائمة الآن؟
 
أم أنها تكفى لكل الخطط والمشاريع المقبلة لمدة مائة عام؟ وهل يعنى هذا أننا قد تخطينا مرحلة الفقر المائى؟ وهل ستتغير برامج الحكومة بالنسبة لترشيد الاستهلاك؟ وفرضا لو استمرت مثل هذه البرامج هل ستجد من الشعب استجابة لها بعد أن يسمع مثل هذه التصريحات.. وأخيرا هل سيؤثر ذلك على موقفنا التفاوضى من أثيوبيا؟
 
4- أن تحرى المصداقية العلمية وبث ثقافتها بين الناس تساعد الدولة على تنفيذ برامجها وسياستها وتحدث شىء من الإيجابية بين المواطنين والمسئولين.
 
5- نأمل من السيد الوزير معالجة هذا التصريح وإصدار توضيح يجلى الأمور أمام الرأى العام من خلال تقارير علمية موثقة طبقا لمعايير البحث العلمى والاستكشافات.
 
6- ومن منطلق دور مجلس شعبة الجيولوجيا بالنقابة فإن شعبة الجيولوجيا ستنظم حلقة نقاشية حول المياه وستدعو العلماء المختصين وجمعيات المجتمع المدنى للخروج بتوصيات حول هذا الموضوع المهم.
 
توقيع
 
دكتور حسن بخيت
 
رئيس شعبة الجيولوجيا بنقابة المعلمين
 
القاهرة فى 19 يناير 2016
 
هذا ما يقوله العلماء.. أمام «العبط» الذى يقوله مسئول الرى الكبير والذى يسبب ضررا كبيرا للبلاد لا يقل عن ضرر سد النهضة.
 
.. إن المسئول يكذب على رؤسائه
 
.. ويكذب على الشعب
 
ويحاول تقديم أى حل - على «أده» - يبرر فشله فى ملفه الأصلى وهو ملف مفاوضات سد النهضة والتى استطاعت الحكومة الأثيوبية ومفاوضتها الضحك على المفاوضين المصريين وجرهم إلى أمور جانبية فى الوقت الذى ينجزون أعمالهم فى السد حتى بات الانتهاء منه وبأثره الضار على مصر قريبا.
 
.. فيأتى المسئول الأول عن الرى الذى لا يعرف شيئا عن مدرسة الرى المصرية ولا تعلم فيها أو تعلم منها حتى بعد أن أصبح وزيرا ليتحدث «غثا» وكذبا عن إنجازه العظيم فى العثور على مياه جوفية تكفى مصر لمدة مائة عام.. وهو ما يكذبه علماء مصر الذين اكتشفوا بأبحاثهم ذلك الخزان الجوفى لكنهم لا يستطيعوا أن يجهروا بمثل كلامه لأنهم مازالوا يبحثون.
 
.. ومع هذا الكذب مازال الوزير فى منصبه وعلى كرسيه.
 
.. وبعد هذا تتوقعون من هذه الحكومة والتى تغيب عنها الرقابة ناهيك عن غياب الإدارة نفسها أى إنجاز!!
 
كان الله في عون الشعب المصري.