الطيور المسالمة نظرت لسماء الكون الصافية..... فوجدت أسراباً من الطيور الزاهية فسألت إلى أين تذهبون يا ترى ..... قالوا سنتقدم للأمام ولن نرجع للورا يرتدون لباسٍ حجٍ وأعراسً ناضرةً ..... ورسموا أجمل لوحة مشرفة مآذنه وكنيسة على ضفاف النيل ترتوا.... متوجة بأغصان الزيتون المزينة فرحت بأجمل صورةً رأيتها .... وبكيت خوفاً من دقات قدرٍ مقبله وإذ بالنسور السوداء الجارحة..... تنقض على فريستها مهاجمةٍ دماء تسيل وتسعد قلوبٍ قد غفلة ....وصارت تقمع وتبطش متعطشةٍ ولا علم لهذه الطيور المسالمة .... عن قدراً قد بات وحشياً لن يغتفر وصرخت صرخةً أماً تلمم وليدها .... لم يكن بيدها أن توقف القدر وغنت الطيور في حب الوطن ... تحت أحجارٍ وطلقاتً ونيران مستشهدة وسألت من هذه النسور المتسللة .... التي تنهش لحم الطيور المسالمة من سبب الخوف والفرقة يا ترى ..... من أشعل النار وأقتحم الديار مهدداً من شتت الشيوخ والنساء والأطفال ... من أقتلع براعم المستقبل من البستان أين حماة الوطن دوماً نسوراً في الخطر... باتت جبهةً بين الخراب والنضالي أرى منكم من صار مسالماً مكبلاً....... ومنكم من وقف محايراً معرقلاً وإذا بصيادين ينضمون للنسور الجارحة.... لم يبقى طيراً ألا وبات شهيداً يعتصر رأيت الظلم مارداً يرفع يده مهلل ........ هلموا إلى حضن الأمان متوعداً ووقف وقفة في شموخٍ شاهقٍ ....... قدماه تسير في بحرٍ من الدماء المتناثرة واختلطت الدماء بأرض الوطن .... تجمع الغني والفقير يداً واحده وأختلط الصراخ بالبكاء مندداً ..... وصار المكان ذعرا وموتٍ متفاقمٍ صرخت مقهورة احترقت قاهرتي... وأمطرت السماء على الإحداث باكية فإذا بالطيور تغرد متألمة من القدر.... وتعود منظمة أسرابها مناضله عسى أن تقمع الظلام ينهارا مشرقاَ .... فمتى يا أيها الليل أن تنجلي بصبح ليس كباقي الإصباح ..... كله نوراً وعدلاً وأمل وحرية أملاً أن لا نعود يوماً للورا ... فقد بترت أجزاء من أجسادنا عسى الله أن يشفي جرحنا .... ويظل هذا اليوم بالتاريخ والأذهان راسخاً يشهد على رحلة الطيور المسالمة ... التي باتت تبني ولم ترى ظلمة رموزاً ظلت مكابرة .... أن تبقى على أجساداً دامية ويرفع الله روح شهداؤنا .... ليسكنهم الله أعلى مكانة بالجنة