بانتهاء الانتخابات في محافظات المرحلة الثانية ينتهي ماراثون الإنتخابات البرلمانية علي مستوي جمهورية مصر العربية .. وظللت متحفظا لأقصي درجة وأنا أتابع  الإنتخابات هنا وهناك وفي كل الدوائر ولاسيما في المرحلة الثانية ..
التي تميزت بالحشد ونسب التصويت المرتفعة والفرق كبير بينها وبين المرحلة الأولي ولكن كان يجب أن ابدي ملاحظاتي علي هذه الانتخابات المصرية  في العام 2015 لا لشئ ولكن للتاريخ ..فما نكتبه يظل محفوظا ومدونا وسيحتاج اليه الأجيال القادمة لا شك ...
وأولي ملاحظاتي علي هذه الانتخابات أنها أفرزت نوعين من النواب نوع يعد وجها جديدا علي الساحة السياسية بمعني أنه لاول مرة  يخوض التجربة وهؤلاء كثيرون ويرجع الفضل في اختيارهم الي الفئة التي آمنت بالثورة وآمنت بالتغيير والحلم بحياة أفضل وبانتخابهم يعلنون انهم يحاربون الفساد في شكل النواب القدامي الفاسدين ..والنوع الثاني من النواب هم نواب سابقون وينتمون الي برلمان 2010 الذي من أجله قامت الثورة _ وكأنك يا أبو زيد ما غازيت _ وهناك نواب في بعض الدوائر جاءوا لأنهم نجوم في الفن أو في الإعلام  ولكنهم لا يمتلكون أية مؤهلات  غير أنهم  من رواد الفضائيات  ومن كثيري الثرثرة والشغب وهذه طامة كبري أن يصل أمثال هؤلاء الي قبة البرلمان ليشرعوا ويسنوا لنا  القوانين  وهل فاقد الشئ يعطيه ؟؟ كلا إن فاقد الشئ لا يعطيه دوما ..
أما الملاحظة الثانية  والتي تؤلمنا جميعا هي انتشار المال السياسي وشراء الأصوات  في الكثير من الدوائر علي مستوي الجمهورية . فهذه الانتخابات هي الأسوأ في تاريخ مصر من حيث انتشار المال السياسي .حيث استغل هؤلاء المرشحون  حاجة الناس البسطاء وفقرهم واستطاعوا أن يشتروا أصواتهم  بالمال حتي أن الصوت الواحد بلغ خمسمائة جنية  في بعض الدوائر.  وتنتشر العديد  من الفيديوهات علي مواقع التواصل الاجتماعي  تؤكد ما أقوله  وما رصدته بنفسي  من شراء للاصوات بداية من خمسين جنيها حتي خمسمائة .. واتساءل .. أليس هذا يهدد شرعية البرلمان ؟ وما الفرق بين أن يدفع المرشح للناخب أموالا وبين أن يهديه السكر والزيت والأرز؟ . لا أري فرقا بين هذا وذاك فكلاهما رشوة انتخابية  تهدد شرعية وتمثيل البرلمان للشعب المصري . وكيف يكون شعور هذا النائب وهو يعلم أنه نائب غير شرعي؟ لأنه وصل الي البرلمان ليس بحب الناس وترشيحهم له بل بأمواله الفاسدة مثله ..
والملاحظة الثالثة  وهذه وجدناها في بعض الدوائر أن هناك  العديد من المرشحين قد تجاوزا سقف الدعاية المسموح به  وكانوا يصرفون علي دعايتهم ببذخ شديد  يلفت أنظار كل الناس ولم يتورعوا أن يفعلوا أي شئ في مجال الدعاية الاعلان ولم تحاسبهم اللجنة العليا للانتخابات ولم تعرهم أي اهتمام ...
وأما الملاحظة الأخيرة والمثيرة للجدل حقا هو أن كل دائرة لم تخلو من مرشح تابع لوزارة الداخلية سواء أكان عميدا أو عقيدا أو لواء .. كم كبير من الجنرالات في كل الدوائر خاضوا الانتخابات والكثير منهم وصل الي قبة البرلمان ..
والملاحظات كثيرة وكثيرة ولكني  ذكرت أهمها ويبقي لنا حديث عما يريده المواطن المصري من المرشح الذي انتخبه وأعطاه ثقته وعقد عليه آمالا كبيرة ..
ولذا للحديث بقية ..............