الإرهاب لن تتوقف مسيرته فى حصد الأرواح , وزعزعة إستقرار الدول طالما خبثت النوايا والكيل بمكيالين تجاه القضايا الإنسانية , إلى أن صار وحشاً من الصعب تركيعه بسهولة فقد بلغ من التوحش والتجبر ما بلغ .
هذه المقدمة المقتضبة إنعكاس لما آل إليه العالم اليوم , فبالأمس القريب نال الإرهاب كدأبه حظاً وفيراً من المدنيين فى العاصمة الفرنسية باريس خلال هجمات إرهابية فى أماكن متفرقة من العاصمة نتج عنها عشرات القتلى والجرحي من الأبرياء , فضلاً عن عمليات عنف مماثلة نشهدها يومياً وبفجاجة فى منطقة الشرق الأوسط بشكل عام وفى العالم بشكل أعم , وبالتالى لا يمكن أن نفصل مثل هذه الحوادث عن سياسات ومواقف الدول تجاه القضايا الساخنة الإقليمية منها والدولية .
كما لاننكر أيضاً أن الإرهاب لا يحكمه دين , ولا تحده حدود ورغم ذلك مما يثير للدهشة هناك من يعتقد بل ويطمئن إلى أنه فى حصن حصين من هذا الإرهاب لإعتبارات جغرافية أو سياسية أو حتى أمنية , ففرنسا خلال هذا العام رغم قوتها أمنيا واستخباراتيا واقتصاديا لم تنج من آفة الإرهاب لمرتين وفى أين ؟ في عقر دارها وليس في ضاحية من ضواحيها , إذ من الجلي لنا أن عمليات العنف هذه تكون ضرباتها مركزة وبشكل موسع لا إنتقائية فيها بين هذه الدولة أو ذاك .
باريس لم ولن تكن المدينة الأولى أو الأخيرة التى يتحرش بها التطرف والإرهاب الذي لن تكون هذه آخر جرائمه فإحذروا المزيد والمزيد من ضرباته الغاشمة مستقبلاً فلسان حال الواقع خرج عن عجزه ليقول هذا عسى أن ننجو بأنفسنا وببلادنا من هذا الخطر المتزايد والمتسارع , فتوحد وصدق الجميع فى الهدف والمقصد وهو القضاء على هذا الإرهاب البغيض هو السبيل الأوحد للخروج بآمان وسلام .
Moh.amr2015@yahoo.com