بعد ان تضافرت كل الجهود الرياضية والاعلامية والسياسية على اعلى المستويات لمواجهة مافعله الجزائريون في الخرطوم عقب لقاء منتخبنا الوطني مع المنتخب الجزائري في المباراة الفاصلة التي اقيمت بينهما لتحديد من سيصل للمونديال وبعد كل هذه الضجة والهجوم المبرر على الجزائرين وبعد ان حوصر مواطنينا العاملين في الجزائر في منازلهم وفي مقار عملهم وبعد ان دمرت ممتلكاتنا واستثمارات ابنائنا في الجزائر وبعد ان دنسوا علم مصر وحرقوه وبعد ان اساءوا لكل رموزنا بدات العاصفة في الهدوء التدريجي كالعادة.

وبدا الحديث عن ضرورة عودة العلاقات الاخوية الوطيدة بين البلدين وبدا الحديث عن انه ليس من المعقول ان تتسبب مباراة كرة قدم في كل ما حدث والسؤال الذي لا اجد له اجابة اين كان كل هذا العقل اثناء ردة فعلنا على ما فعله الجزائريون ؟وسؤال آخر هل نحن كنا على صواب في ردة الفعل هذه؟ وان كنا على صواب لماذا نتراجع هكذا ؟ لدرجة اننا سنبدأ بمحاسبة انفسنا ومحاسبة كل من ساهم في ردة الفعل رغم تأييدنا المطلق لهم في وقتها

صحيح انه ليس من المعقول ان تؤثر مباراة كرة قدم في علاقتنا بالجزائرين او بأي دولة عربية اخرى او حتى اجنبية ولكن اعتقد بل اجزم ان ما حصل لم يكن فقط مباراة كرة قدم فما فعله جمهور الجزائر في السودان وبعض الجزائريين ضد اخواننا ومصالحنا في الجزائر لم يكن فقط لمؤازرة فريق كرة قدم بل وضح فعلا بما لايدع مجالا للشك اننا تعرضنا لهجمة منظمة خططت لها كبرى اجهزة الحكومة الجزائرية ولو تابعنا الفيديو المصور للشاب الجزائري " المبرشم" ولو قرأنا مابين سطور كلامه عندما قال بالحرف الواحد قبيل مباراة مصر والجزائر في الخرطوم " سوف نرسل لكم جماهير من حسالة المجتمع جماهير لن تبكي عليها امهاتها اذا حتى قتلت او سجنت لظهر جليا المخطط الذي تعرضنا له ونحن نيام في العسل ولكن هذا ليس ذنبنا ولا ذنب اتحاد كرة القدم المصري ولا ذنب ساستنا انما هو ذنب حسن نيتنا الذي يفوق الحدود فنحن وان خططنا لهذه المباراة اعظم تخطيط لم ولن نفعل مثل ما فعله الجمهور الجزائري في السودان ولا حتى نصفه او واحد على عشرة منه ليس لاننا غير قادرين وانما لاننا شعب مسالم لم يتعود على مثل هذه الاساليب البربرية واؤكد في هذا الصدد انه حتى البلطجية في مصر او العاطلين وهم موجودون في كل بلدان العالم لا اظنهم يفعلوا هكذا الا في مواجهة عدو يحاول سلب ارضنا او تدمير هويتنا او النيل من كرامتنا اما ان يفعلوا ذلك ضد اخوة لهم في الاسلام وفي العروبة او حتى ضد دول صديقة او غير صديقة فلن يفعلوه .

وما اريد قوله هو اننا يجب ان لا نفرط في حقوقنا او كرامتنا ليس بالتعامل بالمثل او شن الحروب وانما اضعف الايمان ان يخرج علينا أي مسؤول جزائري يعترف بما فعله بعض الجزائريين ضدنا ويعتذر واعتقد ان ذلك ليس بكثير بل هو اقل القليل ولكن ما نشعر به هذه الايام من حديث حول مبادرات صلح وتأكيد على عمق العلاقات وعودة نغمة العروبة وام الدنيا والقلب الكبير والى ما هنالك من احاديث نضف اليها نغمات اخرى ومنها  انها مباراة كرة قدم وانه لا يجوز ان نخرب علاقاتنا بالاشقاء بسبب مباراة في كرة القدم وغيرها من النغمات التي اكل عليها الدهر وشرب كل ذلك لن يشفي غليلنا ولن نرتاح الا اذا سمعناها بآذاننا مجرد كلمة اعتذار من مسؤول جزائري وعندها يمكن ان نقول عفا الله عما سلف ولو انها صعبة انما هذا هو المتاح وغير ذلك نكون فعلا فرطنا في قيمتنا الكبير وفي كرامتنا التي هي اعز ما نملك .

واخيرا انا فعلا كنت ومازلت مؤيدا لردود فعل الاعلام المصري على ما تعرضنا له من بعض الجزائريين في بعض وسائل الاعلام الجزائرية او ما تعرضنا له على يد فئة ضالة من جماهير دولة عربية مسلمة ولا احب ان يدفع بعض منتسبي اعلامنا ثمن ردهم على من اهانونا واهانوا علم بلدنا واهانوا رموزنا حيث قرأنا عن امكانية تعرض الاعلامية منى الشازلي للفصل من قناة دريم بسبب حلقة من برنامجها العاشرة مساء ناقشت فيها تداعيات مباراة مصر والجزائر ولا احب ان نترك قضيتنا مع الآخر لنبدأ في كيل الاتهامات لبعضنا البعض حول ردود افعالنا تجاه ما تعرضنا لها من بعض الجزائريين