التظاهرات الشعبية كالامواج لا تعرف عقباها الا بعد ان تمر
خريطة الخروج الآمن لسيادة الرئيس

اثبت النظام المصري مع الاسف الشديد فشله الذريع في التعامل مع المظاهرات الشعبية الشبابية الانترنتية.. واعتقد النظام الفاشل ان القضاء على حالة الاحتقان من الممكن ان تكون بالعنف وبترهيب واخافة المتظاهرين.. ولم يدرك النظام ان هؤلاء المتظاهرون لم يعد ليدهم ما يخافونه.. وان الانتحار او الاستشهاد (يفضل) هو الوسيلة للخلاص من الفقر والجوع والعوز والحاجة.

وكالعادة وكصفر المونديال يعود الينا النظام بصفر المظاهرات او بالنتائج ربما تحت الصفر بمراحل.. فكيف لهم ان يفهموا ان الامر اختلف وان المواطن المصري صبر الى ان وصل حده والى انه وصل لمرحلة لم يعد يقدر ان يتحمل فيها الدمل الذي تضغط عليه الحكومة كل يوم بل كل ساعة ولا تكلف نفسها ان تسمع حتى انين المريض.

ياسيادة وسعادة ومعالي المسؤول العظيم.. افتح اذنك.. واسمع ما نقول.. فان كنا ننبهك لان تغير وان تعدل و تعجل بالتعديل.. فمن الواضح ان الوقت قد فات.. ومع الاسف ياسيادة الرئيس مبارك مصر مقبلة على الهاوية التي كنا نخشاها وبشكل متسارع.

عن نفسي حسبتك ستتدارك الامر وتخرج على الشعب بقرارات عاجلة وفاعلة لتهديء من الروع وتضمد الجراح.. لكننا شاهدنا رجال الامن يرفعون من وتيرة المواجهة وبدلا من شهيدين اصبحوا حسب اخر ما عرفت 7.. انهم 7 من مصر ضربهم الامن فارداهم واوقعهم شهداء نحتسبهم عند الله.. وايضا سقط جندي شهيد نحتسبه عند الله.

ياسيادة وسعادة الرئيس ان دماء هؤلاء الثمانية حتى الان في عنقك.. وفي عنق كل من دفع بهذا الامر فقل لي بالله عليك لماذا لم تتدارك الامر ولماذا سمعت اصوات هؤلاء المنافقين الذين هونوا من الامر ووصفوه بلعب العيال وباعداد قليلة غير مؤثرة.

ياريس ها هم انفسهم الان عادوا ليقولوا ان اراء الناس مهمة وعلى رؤسهم.. وبعد ان كانوا يقولون ان المظاهرات اعدادها قليلة يقولون الان الوضع خطير.. ولكن بعد ماذا بعد ان فات القطار والمترو وحتى الطائرة.

الغريب انه لا يوجد اي سيناريو اعدته الحكومة للتعامل مع مثل هذه الحالات بالشكل الامثل.. وكل هؤلاء المستشارين الموجود كعدمهم.. فلا تعامل امني سليم مع المواطنين ولا اعلامي ولا حتى تكتيكي.

ويعتقدون ان العجرفة والمكابرة والعناد هو الحل والعكس ذلك تماما.. يابشر مصر في ازمة والبلد ستضيع من ايدينا.. وسينفلت الامر ونعيش مأساة ربما اكبر من العراق.. والمؤسف ان الوقت فات لتدارك الامر فها هي الجمعة المشهودة.. جمعة الغضب والمتظاهرين ابناء مصر الذين كانوا مئات كما قال البعض سيصلون لاكثر من مليون كما اتصور.. فهل من حل لنتفادى الصدام.. الجماهير على حق وكلنا معها.. والحكومة لا تسمع ولا تريد ان تسمع.. والمواجهة حتمية والعنف مؤكد فمن ينزع فتيل الازمة.

انه الرئيس مبارك نفسه.. الذي تاخر كثيرا وفي رأيي المضللون حوله اوقعوه في هذا الشرك.. وفي رايي لم يعد امامك يا سيادة الرئيس الا ان تنقذ مصر بقرارات اعتقد انها اقرب ما يمكن لمطالب الناس وهي:

-         اعلانك حل حكومة الدكتور نظيف وتشكيل حكومة ائتلاف وطني انتقالية من كافة اطياف المجتمع.

-         حل مجلس الشعب المزور.

-         الاعلان عن انتخابات جديدة باشراف دولي.

-         تاميم كل الشركات التي نهبت والاراضي التي سرقت وتعويض سارقوها بنصف قيمة المبالغ التي دفعوها.

-         محاكمة سراق المال العام ومنهم من نهبوا الاراضي والاعلان عن الموافقة عن العفو عنهم اذا ما تنازلوا تماما عن هذه الممتلكات دون اي تعويض.

-         تعديل الدستور وخاصة المواد المتعلقة بالرئاسة وان لا يسمح لرئيس باكثر من فترتين مدة كل منهما 4 سنوات.

-         الغاء الطواريء.

-         التراجع عن الاتفاقيات المشينة الاقتصادية والسياسية ومنها تصدير الغاز لاسرائيل ورسم استراتيجية وخطط زمنية للتنمية في مصر مكلف بها الرئيس القادم.

-         تعديل القوانين التي تعيق الانجازات وتسمح بالفساد والتاكيد على حرية الراي والتعبير والتظاهر فيها.

-         منح المواطن المغترب كل حقوق المواطنة دون ادنى نقصان ومنها المشاركة في الانتخابات من خلال السفارات والانضمام للنقابات والجمعيات المهنية.

-         الغاء الاحتكار ومعاقبة المحتكرين وملاحقتهم.

-         تغليظ العقوبات بشان الفساد والرشوة والمحسوبية.

-         التعهد بمنح المواطن المصري الشعور بانه يعيش في بلده.

-         اجراء اصلاحات في التعليم والصحة والاسكان.. بحسب خطط وبجداول زمنية دقيقة وبلجان للمراقبة والتقييم والمحاسبة.

-         دراسة مشاريع اقتصادية لدعم الشباب وخلق فرص وظيفية لهم.

ان هذه هي مطالب المصريين وغيرها ربما نسيناه.. وتنفيذ هذه المطالب لهو خريطة الخروج الآمن لسيادة الرئيس بمصر من هذه الازمة الطاحنة والخطيرة.. اذا ما نفذها الرئيس مبارك مع اعلانه عدم الترشح لفترة جديدة ولا جمال مبارك على الاقل في الدورة القادمة فانه بهذا يجعلنا نهدأ.. لكن عدم التنفيذ سيأتي بثورة كبيرة لا تحمد ابدا عقباها.. والاحداث تتسارع وتحتاج لقرارات فورية.

ياسيادة الرئيس كل يوم انام واحلم انك سمعت ما نقول حتى نعيد لوطننا هيبته وجماله.. ولكن يبدوا ان الاحلام لا تتحقق الا باللون الاحمر وبالعيصيان والتظاهر والمفاجآت.

ان التظاهرات الشعبية كما اراها كالامواج.. لاتعرف ابدا عواقبها الا بعد ان تمر.. قد تصطدم بك بقوة فتقذفك بعيدا وتجعل راسك في الاسفل وارجلك في الاعلي.. او تلقي بك على صدر الحبيب الذي كنت تحلم يوما ان تعانقه.