بسم الله الرحمن الرحيم
ما زلت اتذكرهذا الحوار الآبوى الى الآن ولجمال ما دارفيه من معانى سامية تهم كل أب وأم يمر ابنائهم بتلك المرحلة الهامة التى ارشدنا نبينا صلى الله عليه وسلم لكيفية التعامل معها ووضع جدولا قام فيه بتقسيمها الى قسمين قسم للتعلم وأخر للعقاب إن لم يأتى التعلم بثماره المرجوه ففى الحديث: "مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع واضربوهم عليها وهم أبناء عشر, وفرقوا بينهم فى المضاجع " ولكن الضرب هنا مشترطا بأداب ارشدنا اليها ايضا صلى الله عليه وسلم كالصبرفقال "وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها " وإليكم الحوار البسيط فى ظاهره العميق فى باطنه قال الإبن : غدا سأبلغ العاشرة ياأبى قال الآب : إذن سيبدأ الضرب من غدا يابُنى ولم تكن تلك الكلمات جديدة على أذن الإبن فهى كانت تتردد كثيرا فى القسم الآول من المرحلة والتى يعلم ان بإتمامه لها سيبدأ فى تطبيق ما علم انه قد صار فرضا ومثلما كان والديه جادين فى مرحلة التعلم سيصير الآمر كذلك فى ما بعدها فهو على يقين من انه إن حدث وضُرب سيكون هذا الضرب امتثالا لآوامر الله عز وجل ليس قسوة من الآبوين عليه وكل ما نقوم به من أفعال قد بدأنا تطبيقها بالتعود والتكرار فصارت عادة والصلاة فى بداية الآمر عند الآطفال تكون بمثابة عادة يعتادون فعلها كل يوم لا يفقهون من احكامها اوشروطها إلا اليسير جدا مثل احكام الطهارة البسيطة كضرورة المحافظة على نظافة الجسم والتحرز من النجاسة وكيفية الإستنجاء مع حفظ بعض الأدعية ولا بأس بذلك فبعد الإنتقال لمرحلة التكليف سيعلم كل شىء على الوجه الصحيح فلابد من الصبر ثم الصبر ولابد ان يكون اليوم الفاصل بين المرحلتين حدثا متميزا فى حياة الإبن بتذكيره انه قد انتهت مرحلة التعلم وبدأت مرحلة العقاب على التهاون فى الصلاة اذا ما أصر على التهاون واذكر اننى ذات مرة وابنى يصلى قلت له : إن صليت الركعة الثانية مثل الآولى سأضربك وهو يعلم اننى جادة فيما اقول والصلاة نور فلنستمع معا بقلوبنا قبل آذاننا إلى قول النبى صلى الله عليه وسلم :"وجعلت قرة عيني في الصلاة" وهى اول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة وهى ان اكتملت شروطها فسيكون الولد الصالح الذى لا ينقطع العمل بدعائه لآبويه بعد رحيلهما وأهم ما فى هذه المراحل ودائما هو الدعاء للآبناء بالهداية والتثبيت فالنكثر من هذا الدعاء "ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما" "رب اجعلنى مقيم الصلاة ومن ذريتى ربنا وتقبل دعاء"