الانسان مخلوق يتبدل ويتحول من حال إلى حال كيفما تشاء الأقدار ووفقا لطبيعة الأمم والشعوب التي تتجلى في تصرفاتها ومدى احترامها للقيم والمبادئ والأخلاق ، وكذا رؤيتها للحاضر والمستقبل ، ومن ثم عملية التحول هذه لم تكن عفوية أو عشوائية ولكنها تنبع من إرادة وأسلوب حياة وهدف ترتضيه أمة لنفسها دون غيرها أو شعب دون غيره ، ولهذا وجب علينا نحن شعوب العالم النامي أن ندرك حقيقة التغيير بمعناها الاشمل ومضمونها الأعمق ، خاصة إذا كنا نحيا و مازلنا طور البناء والأمل في غد أفضل بعد شبوب ثورتان يحملان الكثير من آمال وطموحات المصريين .
ولحقيقة الأمر الثورة بلغ ضجيجها وهتافها أرجاء الدنيا بأكملها ولكني أقولها اسفا انها لم تنعكس على سلوكيات وأخلاقيات صناعها المصريين ، فإذا ما مددنا البصر ، وعمقنا النظر في الحياة المصرية بكافة صنوفها وأشكالها سنجد أنها متأخرة وفي سبات عميق بالمقارنة مع ما آل إليه العالم اليوم من تقدم وازدهار في عموم المجالات ، ولعل السبب في ذلك يرجع لنا كمصريين حينما رغبنا التغيير رغبناه بطريقتنا الساذجة ليس للقيام بثورتين رغم اهميتهما ودورهما ، ولكن لغياب مسؤولياتنا وواجباتنا تجاه مجتمعنا وقضايانا ، ولا ينفي ذلك بالضرورة مهام الدولة التي يجب أن تضطلع بها ، وتباشرها تجاه مواطنيها ، ولكن المواطن هو محور كل شئ ، وأساس كل تنمية ورخاء .
moh.amr2015@yahoo.com