قبل أن نبكي على اللبن المسكوب!

بقلم: ياسمين عبد الهادي

        بينما يحتفل العالم بالعام الجديد و بينما يحاول المصريون استقبال عام جديد و نسيان عام مر بكل ما فيه من إحباط و هموم، يستقبلهم العام الجديد بكارثة جديدة.

        عمل إرهابي جبان أمام إحدى كنائس الإسكندرية يراه البعض على أنه استهداف للأخوة الأقباط، لكنه في الواقع استهداف لكل مصري على أرض المحروسة و بدلا من أن نتكاتف و نقف صفا واحدا ضد كل من يحاول زعزعة أمن بلادنا، تحول المشهد سريعا إلى عراك و هتافات بين أقباط و مسلمين كل يتهم الآخر. و هنا يكمن التساؤل: ماذا حدث لنا؟! لماذا ندفن رؤوسنا في الرمال بعد كل حادثة و نكتفي في كل مرة بالمشهد ذاته: أحد المشايخ يقبل أحد القساوسة و من ثم يبقى الحال على ما هو عليه دون أن نحرك ساكنا و كأن الأزمات قد حلت جميعها و أصبحت الدنيا وردية في حين يعاني الكل دون استثناء من الظلم و الشعور بالغربة و كأن هذا البلد ليس لهم وسط أزمات متكررة يمرون بها على كل المستويات.

        و في وسط هذا الخضم، تعلو أصوات تطالب المصريون بإعلاء روح المواطنة ......لكن أين هي؟ لقد سلبت من المصري و لم يعد يشعر بها. هل وفرت الحكومة ما يساعد المواطن أن يحيا حياة آدمية؟ كل مثقل بهمومه.... لقد سلبت منا كل مظاهر الحياة ...أليس الأجدر بهم البحث عن هذا الشعب الذي غيب عن الكثير الأمور؟ ألم يحن الوقت ليحاسبوا أنفسهم و يتفكروا فيما فعلوا بالمصريين بداية من الخبز و التعليم و الصحة....الخ قبل أن يحق لهم استدعاء المواطنين و هممهم لتكون حاضرة؟ هل أصبحت الحكومة كالمشعوذين الذين يستدعون المارد وقتما يشاءون و يصرفونه متى ما أرادوا؟

إن كان الأمر كذلك، فالأولى بهم استيراد شعب يفصلونه على مقاسهم و لنا الله!