بديهي جداً أن ترى رجل جاء حاملاً على كتفيه انتقادات وتفرقه واختلافات في الرأي ومشاكل لا حصر لها ولا عدد، لكن هذا الرجل جاء قوي يدع أمر هؤلاء الناس جانباً، لكنه يندفع بقواه الخاصة شاقاً طريقه إلى غايته، واضعاً في حسابه أن الشعب بأكمله ومصر هما أعباء يريد أن يخفف عنهما هذه الأعباء قدر المستطاع. فجميل جداً أن ترى السيسي (مع حفظ الألقاب)، رجل يبذل كل قواه في الفوز بالسباق بهذه البلد، لكن هناك أشياء لا يكترث بها، أو هي ليست في نطاق إرادته، لكن ما ترى وتستوعب من خلال خطاباته وقراراته عندما يقول: (لست وحدي، إنما بكم أخوض العالم). وهذا شيء يحسب له، فإنه لم يخص وإنما يعمم الشعب بأكمله. لقد جاء السيسي وكانت البلاد تمر بمرحلة حرجة للغاية في كل شيء في المشاكل والاختلافات والانتقادات والاقتصاد والتفرقة، فكيف له أن يزيل كل هذه العراقيل التي تصادفه، مما لاشك فيه أن السيسي أفضل كثيراً مما صنعه غيره، فإن الرضا بقضاء الله والتأميل فيه هو الذي أعانه على الخصائص الرفيعة في الساعات الحرجة التي كانت تمر بها مصر. ... وعلـى الجميع أن يعرف أن أوروبا هي التي ألفت (الفتن والمذابح الدينية) بين أبناء الشعب الواحد، وقد عرقلت حركة التقدم بالوطن، بل بالأوطان العربية، فقد ما عرفنا ذلك في تاريخنا وحضارتنا ونهضتنا ولن نعرف بما يسمى (الفتن والمذابح الدينية). ... فالقد جاء السيسي هذا الرجل الذي يعشق مصر، مخلصاً لله، ومحباً لشعبه جميعاً، لقد نقل الخير إلى الناس ومازال يعشق في الرغبة الشديدة في رفع مكانة الشعب ومصر، في عهده أعطى حرية الرأي وهنا لا تعني حماية الخطأ وإعطاءه حق الحياة، ضرب مثلاً في النجاح ومازال، وقد اتبع صبراً جميلاً وأحرز نجاح كامل، ولاشك أن الشعب الواعي هو الذي يمد رئيسه بالحماس والقدرة، وأن شعبنا الطموح وشباب مصر قد علمنا أن نثابر وأن نضاعف الانتاج، فالفضل للشعب أولاً وأخيراً. السيسي جاء لكي نشمر وننهض كلنا بالبلاد، وأن نراقب الله في بلادنا واستقرارها، وأن تحمل كل رجل وإمرأة مسئوليته بشجاعة واعتزاز هو الذي جعل كل امرئ يؤدي واجبه في صمت ويستند إلى عمله وحده في تقرير حقه وتثبيت كرامته، دون تعويل على زلفى أو ذوبان في الرئيس، إنما هي مصر الكل يعمل لها ومن أجلها. ... فالسيسي عندما أتخذ قراره بإنشاء قناة السويس الجديدة، فإنها ليست قرارات شقشقة لسان، وبراعة تمثيل، ولا طول إدعاء، إنما هي حقيقة وقعت ونفذت بأيدي مصرية بجانب وقوف البلاد العربية بجانبنا. فهذا هو الشعب الذي يعرف ويؤمن بمواريث حضارته ونهضة بلاده. فالمشروع أنجز في مدة وجيزة وبتكاليف قليلة وبأيدي مصرية وطنية، فهنيئاً لشعب مصر بأكمله وهنيئاً للشعوب العربية. ... فالقيادة الحكيمة للسيسي والشعب هي إنطلاقة غالية قد حققت لشعبنا العظيم وما ينشده من رخاء واستقرار. ... فاليفرح كل مصري وعربي بمشروعنا القومي، فالخير يعم على الجميع دون فـئة، فبالأمل والكفاح والمثابرة نفذت مصر مشروعها، فلقد اقتبست الأيادي المصرية فأحسنت، وأجادت فأحسنت، ثم نمت وابتكرت. واستكشفت فبهرت الكل. فالحكمة والشجاعة والعفة هي أساس النجاح. فنحن الشعب المصري بأكمله نريد المثل العليا بيننا، نريد إطار من اللحم والدم، نريد ترابط وتلاحم الشعب بأكمله، لا إنشقاق أو إنقسام، فعندما ننشد في أنفسنا المثل العليا الرفيعة، فإننا نحيا حياة كريمة مستقرة، تحيا فيها سيرة الكرام. فنحن الشعب المصري نزداد فخراً وإعتزازاً ببلادنا وشعوراً بمركزها النادر الذي لا مثيل له، وبرخاء العيش فيها، وبجمال الحياة بين ربوعها، علينا أن نحب بلادنا بإخلاص مطلق لا حد له، بكل عيوبها وحسناتها، بكل ما فيها من شقاء وهناء، أن مصر أجمل بلاد الدنيا وهي بحاجة ماسة إلى أبنائها ليذودُوا عنها ويكسروا آخر قيودها من إنشقاق وتفرقة واختلافات بهذا كله نصبح أحرار صادقين مثل أخلاق أهالينا.
محمد شوارب كـاتب حـر
mohsay64@gmail.com