جميعنا تابع عن كثب الوضع اليمنى المتسارع الأحداث والتطورات خلال الثلاثة أيام المنصرمة من تلبية لنداء وإستغاثة السلطة الشرعية فى اليمن ممثلة فى الرئيس عبدربه منصور هادى من قبل الأشقاء العرب والأصدقاء الدوليين من أجل التدخل لحماية وصون وحدة وتماسك الأراضى اليمنية وسلامة وإطمئنان شعبها إزاء وإنقلاب وتمدد جماعة الحوثيين المدعومة إقليمياً من قبل دولة إيران بسيطرتها على العاصمة صنعاء وبعض المدن اليمنية الأمر الذى بات يهدد اليمن والمنطقة العربية , ومن هنا سارعت المملكة العربية السعودية بما يسمى " عاصفة الحزم " فى تجاوب يتسق مع عظم وفجاجة الموقف , وإستشعاراً منها بالكارثة التى ستحل بالمنطقة إذا ما كان هناك تحرك فورى بالقيام بتوجيه ضربات جوية مكثفة على مواقع للحوثيين وتبعها فى ذلك مجموعة من الدول العربية الشقيقة وعلى رأسها مصر بالدفع بمقاتلات جوية وبحرية للمساعدة فى تحقيق هذا الهدف وهو تثبيت أركان الدولة اليمنية وحمايتها من الجماعات المسلحة والعبث الخارجى بشؤونها وبأمنها , كما تم الإبداء بالإستعداد من قبل بعض الدول العربية والإسلامية فى المشاركة بقوات برية إذا إستدعى الأمر ذلك , وكل ذلك تحت غطاء وتوافق سياسى دولى متسع النطاق , ومن ثم توارت المعايير المزدوجة عن المشهد اليمنى الأخير , وحل محلها ولأول مرة على مايبدوا التوحد والتوافق حول قضية عربية بإستثناء القضية الفلسطينية فالبطبع لا يختلف عليها أحد ومواقف جميع الدول العربية معروفة لدى الجميع بالدعم والتآزر للأخوة الفلسطينين , وللأمانة هذا شىء حميد وملح وضرورى , فإذا مانظرنا حولنا فى جميع القضايا والأزمات الآنية التى تتعلق بأمتنا العربية والتى تهدد مستقبلها سنجد أنه لا مناص من التوحد والتماسك لمجابهة هذه التحديات وتلك الأزمات , ومن هنا لابد أن أطرح سؤالاً وهو عنوان المقال أليست ليبيا مثل اليمن ؟ بمعنى لم لا نتعامل مع الوضع فى ليبيا من منطلق التعامل مع الوضع فى اليمن خاصة أن الوضعين فى حقيقة الأمر يتقاربان فى أمور كثيرة , ففى ليبيا حكومة شرعية متمخضة عن برلمان شرعى أتى بتعبير الشعب الليبى عن إرادته الحرة , وجيش وطنى فقير الإمكانات يدافع عن الأراضى الليبية فى مقدور طاقاته المتواضعة , وعلى الجانب الآخر تجد الميليشيات المسلحة التى تريد الفوضى وعدم الإستقرار سمة الوضع الليبى , والتى لا تعترف بمفهوم الدولة , وعلى ضوء هذا الوضع طالبت السلطة الشرعية فى ليبيا المجتمع الدولى لرفع الحظر عن تسليح الجيش الليبى الوطنى والعمل على دعم الدولة الليبية لبسط نفوذها وسيطرتها على البلاد , وأعتقد أن هذا الموقف شبيه لما يحدث فى اليمن , فلم لا نبادر بعون الدولة الليبية لتحقيق الأمن و الإستقرار لشعبها ولم لا نلبى نداء أشقائنا كما لبينا فى اليمن , ولم لا نتوحد كما توحدنا فى اليمن لا شىء ولكن لإعتبار ذلك حقاً علينا جميعاً واجب النفاذ فى الدفاع عن بعضنا البعض بعيداً عن المصالح والتوجهات الذاتية التى فرقت بيننا لعقود كثيرة , والتى أوصلتنا لهذه المرحلة البالغة التعقيد , ولذلك غضبت غضباً عارماً عندما وجهت التحفظات والإعتراضات الغير مستساغة من قبل بعض الدول منها عربية لمصر لتوجيهها ضربة جوية لمعاقل داعش فى ليبيا رداً على ذبح عدد من المواطنين المصريين المسالمين على يد هذا التنظيم الإرهابى فى ليبيا , وسارع البعض بإتهام الضربة الجوية بأنها ألحقت الضرر بعدد من المدنيين رغم دقتها , وأن هذه الضربة تعد تعدٍ سافر على سيادة الدولة الليبية ... إلخ , واليوم والمشهد اليمنى جاء ليفضح إزدواجية المعايير التى اتسمت بها هذه الدول فى التعامل مع الوضعين الليبى واليمنى , ففى الأول تحفظت ورفضت وإتهمت , وفى الثانى باركت وشاركت وسوقت رغم تشابه الوضعين وإتفاقهما الجلى فى التحديات والأزمات , وسأختم حديثى وأوجه سؤالى للجميع ولثانى مرة أليست ليبيا مثل اليمن !!! Email: moh.amr2015@yahoo.com