الشاهد على حركة التغيير فى مصر من خلال ثورتين قام بهم المصريون يجد أنه بالفعل كانت هناك نية صادقة وعازمة لدى عموم المصريين فى التغيير والإصلاح , وهذا كلام جميل ومطلوب , ولكن هناك قاعدة أساسية يجب أن نبدأ منها وبها طريقنا الإصلاحى وهى آية فى القرأن الكريم الكثير منا على علم بها وهى تقول " إن الله لايغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ...  الأية "
 
فنعم وألف نعم أن التغيير الحقيقى هو تغيير الأنفس , لذلك إذا أردنا إصلاحاً جاداً مصحوباً بنية صادقة فى كافة مناحى حياتنا فيجب ثم يجب ثم يجب أن كل منا يُصلح ويُقوم من ذاته سلوكاً وخُلقاً ومعاملةً وفى كل شىء , وما دون ذلك لا ننتظر تقدماً ورخاءً وتحسناً فى أحوال معيشتنا ولا أى شىء , كما أن الأية صريحة وقاطعة بذلك .
 
و بالتالى وبناءاً على ما سبق يمكن القول بأن المجتمع الفاسد من البديهى لا يُنجب إلا الفاسدين , وعلى الجانب الآخر أيضاً المجتمع الصالح السوى من البديهى لا ينجب إلا الصالحين الأسوياء , فعملية التغيير تبدأ من القاعدة التى هى نحن الشعب نحن الأمة الغنى منها والفقير ,و الرئيس منها والغفير ,و الكبير منها والصغير ,و القوى منها والضعيف , ولو رجعنا قليلاً الى الأية الكريمة السابقة وتأملناها جيداً لوجدنا أنها لم تقل أن التغيير يأتى بتغيير أنظمة أو تغيير حكام وإنما يأتى ويتحقق بتغيير الأنفس أولاً وآخرا , ومن ثم أنا أريد أن أسأل الجميع عدة أسئلة وهى: الشخص الذى يتقبل الرشوة هل هو مواطن أم كائن غريب هبط علينا من السماء ؟ والشخص الذى يلقى القمامة فى الشارع هل هو مواطن أم كائن غريب هبط علينا من السماء ؟ والشخص الذى يبنى ويتعدى على الأرض الزراعية ونهر النيل هل هو مواطن أم كائن غريب هبط علينا من السماء ؟ والشخص الذى يكسر إشارة المرور هل هو مواطن أم كائن غريب هبط علينا من السماء ؟
 
  ولذلك إذا عددنا وأحصينا مخالفاتنا وأخطائنا اليومية لن نجد لها آخر , وفى الختام أقول وسأظل أقول أن التغيير أفقى وليس رأسى ( يعنى بالبلدى من تحت لفوق , وليس من فوق لتحت ) .
 
   Email: moh.amr2015@yahoo.com