طبعاً مشروع إنشاء العاصمة الإدارية الجديدة الذى أعلن عنه خلال فعاليات اليوم الأول من المؤتمر الإقتصادى المزمع إجراؤه حالياً فى مصر شىء جميل وطموح لا يعترض عليه أحد , و كما أننا سمعنا وشاهدنا أن هذا المشروع سينفذ بأموال طائلة تماشياً وتوافقاً مع ما هو مخطط وما هو مرسوم له من مدنية وتحضر وحداثة ,
 
ولكن هنا تحضرنى عدة تساؤلات وردت لذهنى فور مشاهدة الفقرة التوضيحية لهذا المشروع منها هل الظروف الإجتماعية والإقتصادية القائمة تسمح بالشروع فى تنفيذ هذا المشروع فى الوقت الحالى ؟ أعتقد أن كل الشواهد والمعطيات والواقع أيضاً يقول: لا , ومن هنا لابد من سرد الأسباب التى تؤكد ذلك , أما فيما يتصل بالظرف الإجتماعى من تعليم وصحة وخدمات ... الخ فهو معروف لدى الجميع مشكلاته ومعوقاته بل مآسيه ولسنا هنا بحاجة إلى تفصيله أو تفنيده , فحينما نضع هذا الظرف الإجتماعى فى مواجهة هذا المشروع ( الذى لا أرفضه بتاتاً كفكرة وتطلع ) أيهما أولى وأهم فى تلك المرحلة ؟
 
ومن ناحية أخرى هل هناك إستطاعة الآن لدى الغالب الأعم من المواطنين للعيش فى تلك المدينة الباهرة المبهرة المصممة على أحدث الأنظمة العالمية أم أنها ستكون لقلة من الموسرين القادرين على تحمل تكاليف وأعباء المعيشة هناك ؟ فأنت حينما تنشىء شيئاً ثميناً بذلت فيه مجهوداً وعرقاً فمن الطبيعى أن يكون المقابل ثميناً هو الآخر أم إنى مخطىء ؟
 
أما فيما يتصل بالجانب الإقتصادى فالمؤتمر الإقتصادى يسعى لمعالجة المشكلات العالقة بهذا الجانب , وبالتالى أنت فى حاجة إلى إصلاحات فى صميم المشكلة من خفض لعجز الموازنة , وتقليص للدين العام بشقيه الخارجى والداخلى , وخفض معدلات التضخم والبطالة ... الخ , ومن ثم يجب تركيز مساعى وتوجهات هذا المؤتمر لحل تلك المشاكل التى هى بالأساس معوقات التنمية المستدامة , ولتدعيم الإقتصاد الوطنى الذى نبحث عنه ونتطلع إليه , فالإقتصاد القوى يساوى دولة قوية وليس العكس , ثم بعد ذلك نتوسع ونبنى وننُشىء ما يحلو لنا , وما يُرضى أذواقنا , فهناك شىءٌ يُسمى " فقه الأولويات " , ثم إننى أتعجب كيف نبنى وننُشىء ونطور فى مجتمع الأمية والجهل يسريان فى عروقه !! , والفقر ضاغطاً ومهدداً لمستقبله !! , عندئذ نعرف أننا نسير على الطريق الخطأ والله أعلم .
  Email: moh.amr2015@yahoo.com